الذكر والانثى هما كلمتا السر فى دوام الحياة... ليس للانسان وحده بل للمملكة الحيوانية كلها وللمملكة النباتيّة... حتى التيار الكهربائى لا يسرى الا بين ذكر وأنثى! هذا الكون يقوم على التوازن البيئى... فكل ذرة من تراب أو كائن دقيق أو نبات عشوائى أو طفيل له دوره البيئى... كل كائن تافه له وظيفته فى توازن البيئة ولو كان جناح بعوضة! مرض الملاريا الآن يتراجع فى السودان لكنّه لا يتراجع الى النهاية فما زال يملك منصة الانطلاق وقاعدة البيانات... ما تزال الملاريا على انخفاض نسبتها مستوطنة فى السودان مثل استيطان الاسرائيليّين فى أراضى السلطة الفلسطينيّة! ستبدأ قريبا مواجهة جديدة بين السودانيين والبعوض... سيواجه جزء من السودان اسلحة البعوض البيولجيّة بأسلحة كيميائيّة... اشعاع كيميائى ينبعث فى البيئة فيقوم بتعقيم ذكور بعوض الانوفليس التى تنقل انثاها الملاريا... تعقيم الذكور وليس اناث الانوفليس وهى وسيلة مجرّبة فى ابادة أنثى الانوفليس... ستبدأ الحملة من مروى وولاية نهر النيل... حملة تعقيم ذكور البعوض الناقل للملاريا لاضعاف العملية الانتاجية لأنثى الانوفليس! تقوم فكرة هذا المشروع على تخفيض نسبة انثى الانوفليس عن طريق تعقيم الذكور باطلاق اشعاع فى البيئة لا يؤثر على الانسان ولا النبات ولا حتى انثى الانوفليس لكن يتاثر بها ذكر البعوض فيصبح عقيما عاجزا عن الانجاب... تأتى الابادة الى أنثى الانوفليس عن طريق الباب الخلفى! ضربة جديدة تتلقاها الأنثى من أجل اسعاد الانسان وراحته ورفاهيته... ينال الانسان السعادة والراحة والرفاهيّة بتحاشى عضّة أنثى! لكن سيبقى سؤال أصيل معلّق بين السماء والأرض... ما هو مصير التوازن البيئى حين تنقرض سلالة انثى الانوفليس... ما هو مصير الاستمرار والاستقرار البيئى حين يصبح هنالك نوع حى بلا أنثى... هى انتفاضة علميّة لكنّها ايضا انتفاضة على البيئة... استخدام سلاح كيميائى فى مواجهة سلاح بيولوجى... .ابادة فصيل مثل انثى الانوفليس لها دورها فى توازن البيئة ودورها فى (تأديب) الانسان... من حق الأنوثة اذن أن تثور احتجاجا على استخدام سلاح كيميائى ضد عضّة الأنثى!!