ستار من السرية احاط بزيارة دونالد باين عضو الكونغرس الأمريكي الى مدينة جوبا ولم تنقل وكالات الانباء عنها سوى تصريح واحد عشية وصوله مطار جوبا قال فيه لراديو (سوا) إنه سيلتقي سلفا كير ميارديت - النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب - ليناقش معه سير تنفيذ اتفاقية السلام الشامل. واضاف : «نريد الوقوف على سير تنفيذ اتفاقية السلام الشامل، ونأمل أن نلتقي برئيس حكومة الجنوب سلفاكير ليعطينا قائمة بالانجازات التي تحققت حتى الآن، حتى نتمكن عند عودتنا إلى الولاياتالمتحدة من الاستماع والرد على الأسئلة المتعلقة باتفاقية السلام الشامل وعن سياسة أوباما الجديدة تجاه السودان وبعض القضايا التي ناقشناها. قبل مجيئه الى جوبا عرف دونالد باين بنشاطه في القضايا المتعلقة بالقارة الافريقية وعلى وجه الخصوص أزمة دارفور، حيث جرى اعتقاله مع آخرين خلال تظاهرة أمام السفارة السودانية في واشنطون في الثاني والعشرين من يونيو 2001م. وقبل بضعة اشهر كاد يدفع حياته ثمناً لمحاولته مكافحة عمليات القرصنة على السواحل الصومالية عندما اطلق مسلحون صوماليون قذائف هاون نحو طائرة كانت تقله في الصومال وكانت في طريقها من مطار مقديشو الى العاصمة الكينية نيروبي لكنه لم يصب بأذى. ولد النائب دونالد ميلفورد باين في نيوجرسي في السادس عشر من يوليو 1934م وهو اول نائب من اصول افريقية يمثل منطقة نيوجرسي في الكونغرس الامريكي، حصل على الشهادة الثانوية من مدرسة بارينقر العليا في العام 1952 م وبعدها التحق بجامعة ستون هول، وقبل انتخابه للكونغرس العام 1988م عمل في حقل التعليم.. وصوله الى الكونغرس تحقق بعد معاناة اذ خسر الانتخابات العام 1980م امام منافسه بيتر رودينو وخسر الترشيح ايضا في الانتخابات الاولية داخل الحزب الديمقراطي العام 1986م، لكنه نجح في دخول الكونغرس بعد ذلك بعامين وظل محتفظا بمقعده حتى الآن. السيناتور دونالد باين عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عمل رئيساً للجنة الفرعية الخاصة بافريقيا حيث نشط في حقل اعادة الديمقراطية وحقوق الانسان وكان احد خمسة اعضاء في الكونغرس جرى اختيارهم لمرافقة الرئيس السابق بيل كلينتون في جولته الشهيرة للقارة الافريقية والتي شملت ست دول، كما قاد وفداً رئاسياً امريكياً للمساعدة في تحقيق السلام في رواندا وكان أكثر اعضاء الكونغرس نشاطاً واهتماماً بعملية السلام في ايرلندا الشمالية.. في العام 2003 عينه الرئيس جورج بوش مع عضو آخر بالكونغرس كموفودين من الكونغرس للامم المتحدة واعيد تعيينه لذات المهمة في سابقة فريدة العام 2005 وأتاح له ذلك عقد اجتماعات بالأمين العام للامم المتحدة ومندوب الولاياتالمتحدة بالامم المتحدة وحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. علاقة السيناتور باين بحكومة الجنوب ليست جديدة فقد كان من بين الذين التقى بهم وفد الحركة الشعبية الذي زار واشنطون في ابريل الماضي على مأدبة عشاء فى مقر إقامة الوفد فى فندق (دبل ترى) بحضور مساعد وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون الافريقية السفير جونى كارسون، فهل من باب الصدفة ان تتزامن زيارة السيناتور باين لعاصمة الجنوب جوبا مع اجتماعات المكتب السياسي للحركة الشعبية والتي ستحسم فيها قضايا الخلاف المتأججة بين الشريكين؟.