بعد الازمة الاقتصادية الحادة حدثت متغيرات جذرية في سياسة اليابان اقتصادياً في مختلف المجالات الأمر الذي جعل السودان يستفيد كثيراً من هذه المتغيرات غير الحصول على العديد من المنح التي بدأت تتدفق من اليابان الى السودان، ويبدو القرار الذي اتخذته حكومة اليابان بتقديم منحة ب (20) مليون دولار من أجل تشييد واعادة تأهيل جسور على الطرق الرئيسية في جوبا أخيراً فرصة يجب على السودان استغلالها لتمتين العلاقات بين البلدين. وفي هذا أكد الدكتور التيجاني صالح فضيل - وزير التعاون الدولي - ل (الرأي العام) حرصهم على تطوير العلاقات مع اليابان مشيداً بالمنحة، وقال انها سوف تسهم في اعادة تعمير المناطق المتأثرة بالحروب مشيراً الى انها ستساعد في عملية نزع الالغام في الشرق ودمج وتسريح المحاربين لاستيعابهم في المشاريع التنموية، وان هذه الجزئية غير مضمنة في اتفاق المانحين. من جانبه أكد سفير اليابان بالسودان - يويتش ايتشي - ان المنحة جزء من دعم اليابان المستمر لتنفيذ اتفاق السلام الشامل الذي يمثل العمود الفقري لتوطيد السلام في السودان. وذكر وكيل وزارة التعاون الاقليمي بحكومة الجنوب «جورج جاستن اشور» ان الاقليم يواجه ازمة في الحركة بسبب قلة الجسور والكباري خاصة في فصل الخريف مؤكداً ان الاتفاق الذي تم بين السودان واليابان يسهل انسياب حركة المواطنين والتجار بين الدول. في ذات السياق توقع الخبير الاقتصادي أحمد مالك تطوير التعاون بين البلدين في الفترة المقبلة نسبة لحدوث تغييرات في سياسات اليابان أخيراً، حيث بدأت تستقل في سياساتها عن امريكا والاتحاد الاوروبي، كما بدأت تميل الى آسيا والدول النامية مما جعل السودان يستفيد من هذه المتغيرات بزيادة اهتمامها بالسودان، ورغم ان العلاقة شهدت توترات نتيجة العقوبات السياسية وتبعاً للضغوط الامريكية والاوروبية إلا انه حدثت متغيرات كبيرة بعد فوز الحزب الديمقراطي الذي تعهد للناخبين بمزيد من الاستقلالية عن امريكا وترحيل القاعدة العسكرية الامريكية وعدم الارتباط بالحروب التي تخوضها امريكا في العراق وافغانستان والاتجاه نحو آسيا وتحسين علاقاتها بالدول النامية باستقلالية تامة واضاف: اليابان الآن تبحث عن اسواق وشركاء في افريقيا وآسيا وامريكا الجنوبية وقد عبرت اليابان الى افريقيا عن طريق الدولة المحورية الاولى السودان الذي عبرت عن طريقة الصين والهند وماليزيا الى افريقيا وها هي اليابان تحذو اليوم حذو تلك الدول بتكثيف العلاقات السياسية والاقتصادية ببرامج وعمليات تشمل الزيارات والمنح مما يفتح الطريق الى جذب الاستثمارات اليابانية والشراكة الذكية في مختلف المجالات، وها هي الوكالة اليابانية للتعاون الدولي «جايكا» تنشط في مجالات التعاون الاقتصادي والدولي في المجالات كافة. وتوقع مالك بأن تشهد الفترة المقبلة نهضة كبيرة في التعاون مع اليابان التي لها اقبال بشكل برامجي ومادي داعياً الى ضرورة ان يغتنم السودان الفرصة الحالية مع ايجاد مواعين لاستلام العطاء واستيعاب الاقبال الكبير من اليابان على السودان والبحث عن آلية لادخالهم في انشطة عملية في القطاعات الانتاجية وتعزيز الشراكة في مجال التجارة الخارجية. تفيد متابعات (الرأي العام) بأن المنحة المقدمة من اليابان تعتبر ثاني مساعدة مباشرة من الحكومة اليابانية لحكومة السودان خلال هذا العام بعد منحة اعادة تأهيل مركز تدريب متعدد الخدمات بجوبا في يونيو الماضي وهي سوف تسهم في بناء ثلاثة تقاطعات في منطقة «متوكي» على طريق الانقاذ وتساعد ايضاً في اعادة تأهيل ثلاثة جسور في «مادرا وكوروبو وتريكيتا» وفقاً لاولويات حكومة جنوب السودان، كما ان تحسين هذه الجسور والتقاطعات تسهل في الوصول لتلك المناطق في موسم الامطار ويوفر مرافق مرور يمكن الاعتماد عليها في جوبا، ومن المتوقع ان تستخدم حكومة الجنوب هذه المنحة بفاعلية وكفاءة ليتمتع الناس بالبنية التحتية المحسنة، وبالاضافة لهذه المنحة فان حكومة اليابان منذ العام 2005م، ظلت تدعم التخطيط المدني لمدينة جوبا بما في ذلك الخطط الرئيسة للمياه وحركة المرور وفي هذا الجانب ان الوكالة اليابانية للتعاون الدولي «جايكا» بدأت نشاطها في السودان بمشروع اعادة تأهيل عاجلة للطرق، كما قدمت دراسة العام الماضي عن البنية التحتية للنقل وتطوير القدرات في جوبا.