بعد انحسار موجة الدجل التي كانت سائدة قبل سنوات بمدني وإنتهت بذلك أيضاً ظاهرة الزار التي كانت جزءاً مكملاً لها وكانت منطقة الحلة الجديدة مزاراً لأحد الدجالين وهو موظف له علاقات إجتماعية مميزة مع الكثيرين خاصة الشباب ورغم انه يكسب الكثير من الأموال لكنه كان يصرفها على أصدقائه الخلصاء كما شهدت في مرحلة أخرى منطقة السكة الحديد امرأة تدير منزلاً للدجل عن طريق «الشعاع» وهي طريقة حديثة ومبتكرة الا أن سلطات شرطة السكة الحديد كشفت الملعوب وإنتهى الأمر .. وظهرت بعد ذلك أساليب جديدة مركزها سوق يطلق عليه «سوق الحرامية».. ففيه تجد كل شيء ورغم المطاردة لمروجيه كان يتنقل من مكان لآخر حتى سيطرت الشرطة عليه تماماً. ولكن اليوم ظهرت فئة من الذين يتاجرون بالدين وسط الأسواق ويتنقلون من موقع لآخر ومن حلقة لاخرى إنهم «يبيعون الوهم» ويتهافت على هذا الوهم مواطنون سذج هذه الحلقات تدار وسط السوق الكبير أمام اعين المارة وحتى المسئولين وننقل هنا بعض الملامح. تلك الفئة تمثل مجموعة تخرج مسرحياتها ويتخذون طرقاً غريبة ولكن بالتأكيد ليست سحراً كما يدعون فقد إعتادت هذه المجموعة على توزيع المغانم التي تجمعها من البسطاء والتي يصل العائد المادي منها يومياً أكثر من خمسمائة جنيه بين أعضائها. هذه الشلة بمثابة شبكة يتناوب على إدارتها أكثر من شخص ولهم مساعدون يعهد إليهم بأدوار محددة يفصلونها اثناء التجمع «اللمة» عند تجمهر الناس وبعناية فهم شديدين تتخللها فواصل كوميديا يؤديها شخص بينهم ثم يمسك هذا الشخص بمكبر الصوت ويهتف للمتجمهرين قائلاً: (لا اله الا الله - لا اله الا الله محمد رسول الله) ليردد الحضور ذلك معه. ثم يقول لهم تابعوا هذا الدرس من الشيخ وأتمنى أن لا يفوتكم شيء.. ويقوم الشيخ الأكبر بينهم متوشحاً بشال ملون ويحدثهم عن الحسد والسحر وبعد أن يتأكد أنهم وقعوا في المصيدة يأتي آخر من ذات الشبكة يحمل أكياساً من الماء عليها «حبة سوداء» يخاطب الجمع قائلاً: بربكم كم من المال يستحق هذا العلاج الذي قرأ فيه الشيخ كل سور القرآن الكريم فينبري اخر من ذات الشلة ويقول هذا الكيس يستحق «عشرين جنيهاً» فيجيب الحضور الله أكبر .. الله أكبر فالكيس يستحق هذا المبلغ طالما أنه يعالج من العين والحسد والسحر وهكذا فيقول لهم الشيخ من باستطاعتهم شراء هذا الكيس وفلوسهم جاهزة يتقدم خمسة منهم على قناعة بأن هذا الماء فيه شفاء وهكذا تباع الأكياس وإنها آخر تقليعات الظواهر السالبة الجديدة تدخل في أعماق نوعيات الدجل الجديد خليط من الفهلوة والإحتيال الخطير على المجتمع المدني.