علم الجمال وهو يتناول الإنسان في نشاطه المبدع يُعد من أصغر أبناء الفلسفة لأنه لم يستقل عن نظريات المعرفة إلا في العصر الحديث عندما أطلقه الفلاسفة الألمان والأوروبيون كلمة «علم الجمال» على ذلك الفرع من فروع الفلسفة الذي يعني شعور الإنسان بالجمال وتذوقه وإبداعه له في الفنون المختلفة. يمكنني القول إنه دراسة لمنطق الخيال في مقابل دراسة المنطق العقلي في العلوم. ليس معنى ذلك ان قدماء الفلاسفة لم يعنوا بتفسير شعور الإنسان بالجمال وإبداعه له في الفنون، وإنما نعني أن نقول إن هذه الدراسة لم تستقل عن نظرياتهم في المعرفة والأخلاق إلا في العصر الحديث أي ابتداء من القرن الثامن عشر حين تبين أكثر المفكرين والفلاسفة أن للقيم الجمالية طبيعة خاصة بها، وأن الفن ظاهرة قائمة بذاتها فلا ينبغي ان يُخضع لظواهر أخرى مختلفة عنه.