*هل الخرطوم التي غنوا لها وإحتفلنا بذكرى تحريرها في يناير الماضي؟ حدودها القديمة.. وسنتر الخرطوم.. وتلك الأسماء اللامعة في التجارة والصناعة والفن؟.. أم أنها كما ذكرت في أقوال أهلنا القدامى (من الحرس لي الترس)..أم أنها الخرطوم الآن بامتداداتها التي أوشكت على السفر إلى ما بعد حدود الجزيرة الولاية والمشروع الذائع الصيت؟.. الخرطوم (البنات بالكوم).. وحلم الهجرة الداخلية بحثاً عن الرزق في (كومة) الزحام.. عربات وعمارات ومحال.. وبشر.. الخرطوم ليس كمثلها مدينة حتى في ضلعيها الاثنين بحري وأمدرمان.. فقد أصبحت مدينة من النهر إلى النهر الأزرق والأبيض يحفانها بجناحين من الماء والخضرة. * كنا بذلك أمام حيرة ونحن نبحث عن إحصائية سكانية للخرطوم.. هل نضع خارطة لوسطها.. أم شرقها.. وغربها أم حتى احياءها الراقية.. لنجد أننا نضع خارطة المحلية.. ونتحدث عن الخرطوم من حدودها وفق ذلك الخط الذي يدفع بنا للوقوف على مداخلها من الشرق كوبرى المنشية.. ومن الشمال كوبرى النيل الأزرق ومن الجنوب سوبا غرب ومن الغرب محلية جبل أولياء.. ونحن نستعيد الذاكرة لتصريحات مرورية قبل عامين أن وسط الخرطوم يشهد حركة سير يبلغ قوامها نحو «30» ألف سيارة من الصباح حتى منتصف النهار.. وقياساً عليها نجد الآن أنها تجاوزت الخمسين ألفاً.. مقابل نحو ألفى بقالة و «800» صيدلية و «11» حديقة بينها القرشي وأبريل والتيجاني يوسف بشير والسلام. وفيها أسواق عديدة أشهرها العربي والاستاد وشارع الجمهورية والأوقاف والمواقف: جاكسون وجبرا القديم والصحافات وأمدرمان.. والسكة الحديد والمستشفيات.. الخرطوم والأنف والأذن والحنجرة والأسنان والتعليمي والجنوبي.. والمستشفيات التخصصية والخاصة.. وساهرون والشرطة وأسواق الخرطوم «2».. ويقولون في الخرطوم تجد الجمال.. والأحياء العريقة السجانة والديوم والحلة الجديدة والزهور والمقرن وبري والخرطوم «2» و «3» وشرق وغرب والسكة الحديد.. وغنى نظماً لها الشعراء «الجاغريو» في «الحلة الجديدة» وكتب خليل فرح رائعته «عزة» في حي «الترس» الذي هو الآن «الخرطوم غرب».. وهي العاصمة السياسية.. وبإحصائية للمواقف التي تستقبل آلاف المواطنين القاصدين الخرطوم يومياً نجد أن المواقف الرئيسية لحافلات نقل الركاب بأنواعها تقدر نحو «1200» حافلة وما لا يقل عن «500» حافلة «هايس وجريس».. وعدد كبير من سيارات التاكسي والأمجاد.. والبصات السفرية التي تنقل المواطنين إلى الخرطوم من الولايات او المحليات والمناطق التابعة لولاية الخرطوم ويقدر عددهم بنحو أربعة ملايين شخص يومياً.. بينهم طلاب وتجار وموظفون ومرضى وزائرون وأصحاب مصالح ومراجعون لدوائر ومؤسسات.. تزدحم بهم الخرطوم حتى ساعات متأخرة من الليل قبل أن تخلو منهم وتمنح لنفسها راحة تمتد لساعات قليلة لا تكفي الساهرين على أمنها من إلتقاط أنفاسهم ليعودوا من جديد في مواجهة يوم آخر.. وحسب إحصائية لآخر تعداد سكاني فان محلية الخرطوم يبلغ عدد سكانها (839547).. بينما يبلغ العدد الكلي لسكان الولاية بمحلياتها السبع (6978117) نسمة.. وتستهلك الخرطوم يومياً نحو ثلاثة ملايين قطعة من الخبز.. .. بجانب إحصائية تقديرية لاستهلاك سياراتها التي تستخدم الوقود (البنزين) نحو (200) ألف جالون.. و (70) ألف جالون من (الجازولين) يومياً.. اضافة إلى الكهرباء التي لم نجد لها إحصائية رسمية.. والماء الذي ربما ينطبق عليه مأثور الشعر (الماء فوق ظهورها).. وفي الخرطوم الفنادق خمس نجوم وفيها برغم الزحام ترتاح على شواطئ النيل تعبر توتي أو الى ام در امان.