نهاية حزينة سطّرتها المشيئة الإلهية لمسيرة محترف المريخ النيجيري المجنس اندراوس ايداهور الذي توفي أمس أثناء أدائه لمباراة المريخ والأمل عطبرة. دموع القاعدة الرياضية بمختلف ألوانها بكت هذا اللاعب الخلوق بحرقة وشيّعته بنظرات الأسى والحسرة على شبابه وموهبته التي فاقت كل تصور بعد ان ادى مواسم ممتازة مع المريخ قدمته كأنموذج ناجح للاعب المحترف منذ العام 2006م. أربعة أعوام استطاع فيها هذا الفتى المملوء ب (الطموح والعافية) أن يكون أجمل أنشودة على لسان جماهير المريخ وهو يهديها الانتصار تلو الآخر، ويزف فريقه في كل موسم عريساً نحو المنصات والانجازات الكبيرة. الدموع التي بكت ايداهور تؤكد على انه كان استثنائياً في كل شئ، لعب بإخلاص وانفق من الجهد والعرق، الامر الذي جعله في مصاف اللاعبين المتميِّزين، وفي النهاية دفع ايداهور عمره وهو يقاتل في كتيبة النصر المريخية. إيداهور أحرز أهدافاً افريقية دللت على نضجه الاحترافي ووضعته في مصاف الكبار عندما وصل بالمريخ الى نهائي الكونفدرالية برصيد ستة اهداف. كان لأهداف ايداهور طعم العافية وفي انطلاقاته معنى الخطورة والاتقان، وفي أدائه قيمة الولاء ومعاني الاخلاص للشعار. لم يكن المريخ محظوظاً وهو يفقد خدمات العملاق الرائع ايداهور مجندل الخصوم وجلاد الاقوياء وصانع الفرح لمواسم المريخ السخية بالعديد من الإنجازات، فإيداهور كان مثار إعجاب كل من شاهده وظل يشكل صداعاً دائماً للمنافسين وبلسماً طاعماً لجماهير المريخ التي أحبّته وعشقت توقيعاته على شباك الخصوم. ايداهور لاعب مختلف، ظل جندياً مخلصاً في كتيبة المريخ مقداماً الى حد التهور ومخلصاً حد المخاطرة، اتسم اداؤه بعنفوان فريد وكانت قدمه منصة للصواريخ والأداء الرجولي، وقد تميز على الكثيرين بحبه للمريخ ورفضه للهزيمة وإصراره على القتال حتى الرمق الاخير. أحرز ايداهور اهدافاً كثيرة في الدوري الممتاز وكأس السودان وفي البطولات الافريقية، كان كل هدف يحكي عن قصة فتى مثابر كتب على بوابة التاريخ ومسيرة المريخ انه شجاع وفارس وقناص وبارع في النيل من الخصوم، وفوق هذا وذاك خلوق يتحدث بقدميه ولا يميل الى الكلام خارج الملعب. برحيل ايداهور فقد المريخ نكهة العزيمة التي ميّزت أداء هذا الفارس، وسقطت من عناوين الصحف الرياضية جملة مفيدة اسمها (اندراوس ايداهور) وانتهت مسيرة مشرقة لمحترف استثنائي قدم أحلى المواسم مع الفرقة الحمراء، أبدع وأمتع وسجّل اسمه في تاريخ الكرة السودانية والأفريقية بمداد من ذهب. ونتمنى أن تكون وفاة ايداهور عبرة نستلهم منها الاحساس بضرورة تنقية المباريات من أجواء اللعب العنيف. وربما لا يعلم الذين كانوا يتجادلون حول قانونية مشاركة ايداهور أمس، ان القدر يخبئ له هذا المصير، فهذه مشيئة الله وكل نفس ذائقة الموت، ولا نملك إلاّ أن نقول ما يرضي الله تعالى ونتقدم للقاعدة المريخية بأحر التعازي في هذا الفقد الأليم والمصاب الجلل ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.