شهران فقط تفصلنا من العملية الإنتخابية والكل يترغب ويعشم في إصلاح الحال وتحسين الخدمات الضرورية ورفع المعاناة عن كاهل الجماهير التي طالما انتظرت كثيراً وصبرت فإنها تأمل في أن يتغير حالها وينصلح أمرها بعد الإنتخابات المقبلة التي سيختار خلالها المواطنون من يثقون في كفاءتهم ونزاهتهم وقدرتهم على إصلاح حال البلاد والعباد. مدينة العبيدية تعتبر واحدة من مدن السودان التي رغم كبر حجمها وكثافة سكانها وتميزها بموارد إقتصادية وتجارية إلاّ إنها لم تنل حظها من الخدمات الضرورية التي ظلت تنعم بها مدن السودان المختلفة. فخدمات المياه والكهرباء التي فرح المواطنون بإنطلاقتها منذ سنين خلت لم ينعموا حتى الآن بإكتمالها. فمشروع محطة مياه العبيدية النيلية التي وضع حجر أساسها رئيس الجمهورية قبل أكثر من ثلاثة عشر عاماً أصبح الآن في عالم النسيان بعدما تنأثرت خراطيش شبكاته في العراء ودفنتها الرمال وصدئت آليات المحطة.. رغم إن السيد الرئيس قد قام بإفتتاحها ولكنها لم تتجاوز النيل الذي أنشأت عليه، حيث أصبحت كساقية جحا من البحر إلى البحر، كما يقول مثلنا الشعبي في وقت ينتظر فيه مواطن العبيدية المسكين هذا المشروع بشق الأنفس بعد ما انهكت المياه الجوفية صحته وأسهمت في نشر أمراض المسالك البولية والفشل الكلوي. أما كهرباء العبيدية التي أستبشر المواطن ببداية العمل فيها لم تكتمل شبكة أسلاكها حتى الآن، حيث ظلت أعمدة الكهرباء واقفة دون أسلاك قرابة العام لا ندري ما السبب؟؟ أما مرافق الصحة فهي تشكو قلة الامكانات فلا يوجد في المنطقة غير مستشفى واحد تقل فيه الكوادر الصحية المتخصصة مما جعل المواطنين يهاجرون إلى الخرطوم لتلقى أفضل الخدمات العلاجية المتطورة. أما قطاع التعليم فقد ظل متراجعاً إلى الوراء بسبب ضعف الاداء الأكاديمي بمدارس العبيدية وعدم توافر المعلمين بها وانعدام كل ما يرفع بالمستوى الأكاديمي من معامل وبيئة مدرسية ملائمة وغيرها. هذا وضع العبيدية الآن ولم يتبق سوى أيام معدودات لخوض المعركة الانتخابية التي يتأهب المرشحون في الدوائر الجغرافية لخوض غمارها وهم يعشمون بالفوز فيها.. فالرسالة الموجهة للمواطن هي: يجب أن يختار القوي الأمين الذي يحس بكل هذه المعاناة دون النظر إلى لونه السياسي أو عرقه والرسالة التي نوجهها للمرشحين أنفسهم هو أن يكون برنامجهم الإنتخابي حاويا لكل هذه المشاكل والقضايا الحياتية وأن لا يكون همهم هو التنافس على أساس إعتلاء الكرسي وملء الجيوب، كما فعل أقوام سابقون.. ويجب أن يكون من يختاره مواطنو العبيدية هاشاً باشاً رقيقاً مقدماً حياته وماله وهمه للوطن والمواطن. وكفاية على المواطنين تهميش وفقر ومرض ولا مبالاة.. إنها مرحلة لمحاسبة النفس والجلوس مع الناس وحل مشاكلهم ومتابعة تنفيذ خدماتهم. وأخيراً نقول إن الدعاية الإنتخابية المقبلة يجب أن تنفذ على أرض الواقع من الذي يقع عليه الاختيار من المرشحين وأن يتبع القول العمل لأن الله كبر مقتاً عنده أن تقولوا ما لا تفعلون.. والله الموفق. ? الإذاعة السودانية