* .. و(الفورة) عند أهل الكونكان هي مائة نقطة.. وعند أهل الويست يكفي أن تقبض (دانتاري) * والمهزوم عندها ينهض ينفض مؤخرته.. ويذهب.. * والنميري حين يصف النهوض هذا وهو يصف الموظفين يستبدل كلمة (مؤخرة) بالأخرى الدارجة.. والناس يندهشون * والسجين حديث العهد بالدخول حين يسأل زملاءه عن (الفورة) : يقولون الفورة مليون....!!! * يقصدون انك عند الهزيمة لن تستطيع أن تنهض.. وتنفض.. وتذهب.. (ماشي وين؟؟) * والسعيد إدريس عبد القادر الذي يستخدم التعبير ذاته في حديث أمس الأول يقول (الفورة مليون وسنكسب الجولة..) * والجملة الأولى تجعل حيطان السجن تفيق فجأةً هول الناس.. ومن لا يُفكِّر قبلها في الهرب يتجه إلى الهروب * والجملة الثانية تجعل الأمر معركةً بينه وبين الناس.. ومن لا يُفكِّر في القتال يتجه إلى القتال * ثم الرجل يضيف اليها ثالثة الطوب وهو يقول : حق الجنسية حق سيادي تقرره الدولة وليس الشعب..! *.. وبجملة واحدة.. السيد إدريس يعيد أجواء صراع الدستور المحمومة في الستينات مع تعديلٍ بسيطٍ * تعديل يجعل السيد إدريس يقف ضد كل ما كانت تقوده الجبهة الإسلامية تعريفاً للسيادة * فالأيام تلك كان ما يقودها هو جملة واحدة.. * والجبهة الإسلامية وعن الدستور والسيادة تقول يومئذٍ : السيادة لله تمارس بواسطة الشعب.. * والأحزاب العلمانية ومن يمشون خلفها.. أحزاب تقول : السيادة لمجلس السيادة.. * وإدريس أمس يحسم المعركة أمس ويعلن أن = السيادة للدولة.. وليست للشعب * والثانية شر من الأولى * والسيد إدريس وآخرون معه كلهم من مثقفي الوطني يقودون حملة تتميّز بأغرب المواصفات * فالمجموعة هذه تقود الآن حملة انتحارية .. ضد المواطنين كلهم.. لتنفيذ اتفاقية تجزم بأنّها هي وحدها ما يوقف الحرب.. ويجلب الطعام.. و.. * والناس من هنا كلهم.. كل الناس.. يقاتلون اللجنة هذه بعنفٍ لأنّ ما يجدونه هو أنّ العيون والعقول و الأصابع أشياء كلها تقول بعكس ما يقوله إدريس ولجنته * والأمر يتخطى العقل والحساب.. والسيد إدريس حين يحاصر يلجأ المعابرة الذي يقول للناس (المنطق معكم.. والسلطة معي).. واصبروا والفورة مليون.. * وعامل حاسم يدخل فجأةً.. وابتداءً من صباح أمس.. بحيث لا يبقى للسيد إدريس إلاّ أحد خيارين إثنين *.. فأخبار كاودا ترسل ما ينتهي به هذا الحديث.. وينتهي به = عند كل عقل = كل شئ * فأخبار جوبا = تحت الأرض = تقول ان (قادة منظمة حقوق الإنسان.. الجنوبي) يرفعون مذكرة للأمم المتحدة أمس الأول يقولون فيها ان * البشير مطلوب للمحكمة الجنائية * وحكومة الجنوب تعجز عن اعتقال البشير * ومطلوب من قوات الأممالمتحدة في الجنوب أن تكون هي من يقوم بمهمة اعتقال البشير حسب قوانين الأممالمتحدة * هكذا تقول المذكرة * ومشار الذي يعود من واشنطن قبل يومين كان يجري حَديثاً هناك عن الأمر *.. والمتابعة الدقيقة التي لا تفلت حتى الطرائف هناك تحكي أنّه في جلسة نصف رسمية هناك ينظر الحاضرون الى زوجة مشار الأمريكية ثم يسألونه في خبث : من هي (السيدة الأولى) في حكومة جنوب السودان * والسؤال الخبيث كان يعلم أنّ مشار عنده أربع من الزوجات * وان سلفا كير له مثلها (إبنة وليم نون.. وإبنة أروك طون..وأخرى وأخرى) *.. لكن مشار يذهب لإطلاق المعاتبات.. بل الرجل يضع اللمسات الأخيرة على المخطط الأمريكي مع جوبا الذي يذهب الآن لاحتلال كادوقلي قبل نهاية أبريل وقبل سقوط الأمطار * وهجوم عن طريق خرصان ومانكين وغيرها من الجانب الغربي * بينما بقايا العدل والمساواة تتقدم من جنوب كادوقلي.. وشقيق خليل ابراهيم الذي هو الآن في كاودا ينتظر الحلو لقيادة الفرقة التاسعة ما يزال ينظر في بؤس إلى أعناق جنوده.. الأعناق التي عرفت طعم الطيران السوداني..! * بينما أجواء الجنوب المعقّدة تجعل جيمس قاي يتربّص وينتظر أن تذهب جوبا الى نزع السلاح من الاستوائيين وغيرهم.. لتكسر عنقها (5) * وجوبا تحسم حبل () بضربة قاصمة تستخدم لها أديس ومجموعة جوبا تقرر اعتقال البشير * والبشير من يقوده إلى جوبا هو لجنة أديس *.. من يقول بذهاب البشير إلى هناك هو لجنة أديس.. و! * ومن يقول باعتقال البشير هو جوبا * والبشير من يذهب.. والإتفاق من علي * والفورة مليون *.. والسطر الذي لعله يحسم الأمر هو أنباء كاودا التي تتسرب أمس * وتقول انّ قوات أمريكية (سافروا كوم) تصل الى كاودا بالفعل.. في انتظار البشير.