الحركة الدائبة التي تنتظم العاملين بمكاتب مجلس الاعلام الخارجي من داخلها والى مطار الخرطوم والحضور الكثيف للاعلاميين الاجانب داخل تلك المكاتب اضافة الى الاحتجاجات المتواصلة للمسئولين بالمجلس مع الجهات ذات الصلة تعكس الى حد بعيد حجم الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للاعلام الخارجي الراغب بقوة في تغطية الانتخابات العامة. ويأتي منبع الاهتمام الاعلامي الاجنبي غير أن هذه الإنتخابات هي الأولى التي تجرى فيها ممارسة إقتراعية على عدة مستويات (الرئاسية، الولائية والتشريعية) على الرغم من انه سبق وأن جرت في السودان في ظل حكومات متعددة وطنية، قومية وعسكرية إنتخابات بجانب انها تأتي على خلفية اتفاقية السلام التي وقع عليها عدد من الشركاء الدوليين والإقليميين المهتمين حالياً بوصولها الى النهايات المرجوة اضافة الى عدد من اصدقاء السودان الذين أسهموا في الاتفاقية باعتبار ان للسودان دوراً محورياً بحكم موقعه الاستراتيجي وتأثيره على تطورات الاحداث الاقليمية والدولية وايضاً للثروات الضخمة التي يزخر بها. ومنذ انطلاقة الحملة الاعلامية للانتخابات وبداية العد التنازلي لقيامها منح مجلس الاعلام الخارجي بحسب رئيسه الاستاذ بكري ملاح تأشيرات بلغت حتى يوم الإثنين (165) صحافياً واعلامياً بحسبان ان المجلس هو الجهة المنوط بها وفق تكليف المفوضية القومية للانتخابات تنظيم دخول الصحافيين الاجانب الراغبين في التغطية وعلى الرغم من أن ملاح قال إن التأشيرات تمنح للصحافي الاجنبي وفق اللوائح والضوابط السارية تحت اشراف المجلس إلا أنه اكد ان أية جهة اعلامية أو صحافي اجنبي طلب منحه التأشيرة للتغطية قبل طلبه بغض النظر عن تعاطي تلك الاجهزة للشأن السوداني سلباً او ايجاباً ويمثل الاعلاميون الذين منحوا التأشيرات حتى الآن (60) مؤسسة اعلامية من صحف، وإذاعات ومحطات وقنوات تلفزيونية ووكالات انباء اجنبية ويشكل ذات العدد (70%) منه دول اوروبية بريطانيا وفرنسا واسبانيا وايطاليا وتركيا وسويسرا الى جانب كندا والولايات المتحدة إضافة الى دول آسيوية كاليابان كوريا وعربية «مصر والجزائر وفلسطين والاردن وتونس وقطر وأخرى عديدة افريقية وما يميز التغطية الاجنبية انها شملت كافة اجهزة الاعلام الاجنبية الكبرى على مستوى العالم كوكالة رويترز والوكالة الفرنسية الاسوشيتد برس ال (سي. إن .إن) هيئة الاذاعة والتلفزيون البريطاني «B.B.C» بجانب عدد كبير من شركات التلفزة العالمية ويتوقع ان تشهد الأيام القليلة المتبقية زيادة كبيرة في طلبات منح التأشيرات للتغطية الاعلامية خاصة من دول عربية وافريقية غير ان ملاح كشف عن اهتمام اعلامي مصري خاص بالعملية الانتخابية في السودان عبر كافة اجهزتها الاعلامية ومكاتبها الدائمة في الخرطوم وتجب الاشارة الى أن هناك حوالي (120) مكتب تمثيل اعلامي اجنبي مقيم في الخرطوم يشمل مراسلين لقنوات فضائية ومؤسسات اعلامية عربية وأوروبية وافريقية سينضمون بالطبع للتغطية وابلغ ملاح «الرأي العام» انه ووفق تنسيق المجلس مع المفوضية فقد تم اتخاذ كافة الترتيبات الخاصة بتنظيم دخول الفرق الاعلامية لتسهيل مهمتهم، وقال سيتم منحهم بطاقات مميزة وخاصة بكافة الاعلاميين المشاركين بمن فيهم الوطنيين وقد تم الشروع في تنفيذها اعتباراً من يوم الاربعاء كما تم ايضاً وضع تنويهات على الموقع الالكتروني للاعلام الخارجي وكذلك المفوضية بكيفية حصول الاعلاميين على البطاقات التي تسهل مهمتهم في التحرك داخل مراكز الاقتراع. الأمين العام للمجلس قال لسنا معنيين بما يدور من سجال حول قيام أو تأجيل الانتخابات ونعمل وفق الجدول المعد لقيام الانتخابات في موعدها حسب التاريخ المضروب اضافة الى انه من حق الصحافي الاجنبي تغطية كل الخطوات المرتبة وأشار الى أن هناك هيئة مشتركة من الاجهزة المعنية بجانب الاعلام الخارجي كالجمارك والشرطة والجوازات ترابط حالياً في مطار الخرطوم لتسهيل مهمة دخول معينات البث التلفزيوني والإذاعي التي تستطحبها الاجهزة الاعلامية للسماح لها بالدخول والخروج وفق الاحصائية المتوافرة حتى الآن فإن قناة الجزيرة بكافة فروعها العربية والانجليزية تمثل اكثر المؤسسات مشاركة حيث فاق عدد الممثلين ال (20) من صحافيين واعلاميين تليها هيئة الاذاعة البريطانية بفروعها المختلفة حيث وصل عدد اعلامييها حتى يوم الأربعاء الى (12) اعلامياً وصحافياً. ملاح قال قد يكون لدينا تحفظ على اداء بعض الاجهزة الاعلامية الاجنبية فيما يتعلق بالشأن السوداني وخاصة وأن السودان كان ضحية الاعلام الأجنبي من خلال تضخيم الازمات إلا انه قال ان الذين تم منحهم التأشيرة للتغطية ترك لهم الأمر في تحكيم ضميرهم المهني المحايد وفق مسئولياتهم لكنه نبه الى انه في حالة رصد أي تجاوز سيكون التعامل وفق القوانين واللوائح. كما نوه ايضاً الى ان التأشيرات منحت للتغطية الانتخابية بكل جوانبها وعبر عن امله في ان يكون الاعلاميون محايدين ونزيهين في نقلهم للحقائق واضاف ان المجلس وافق ايضاً على طلبات تقدمت بها مؤسسات اعلامية اجنبية لاجراء حوارات مع المرشحين خاصة رئاسة الجمهورية بلغت اكثر من (9) طلبات لمؤسسات اعلامية فرنسية المانية وبريطانية وقد تم حتى الآن اجراء بعض اللقاءات مع الرئيس عمر البشير مرشح المؤتمر الوطني لرئاسة الجمهورية بجانب طلبات أخرى لمرشحين آخرين للرئاسة.