كثير من الأغنيات السودانية تحمل في مضامينها صفة «الخجل» أو الحياء.. فالشعراء في تلك الأغنيات يكثرون التغزل في البنت بحيائها قبل التغزل في جمال الوجه والشعر والقوام.. وسابقاً تختار الأمهات «العروسات» لأبنائهن التي توصف «بالخجل».. ولكن مع المتغيرات الاجتماعية التي حصلت، انعدمت هذه «الصفة» عند البنات.. التي ترتبط بهن فقط دون الرجال نسبة لحساسيتهن ورقتهن.. أين ذهب حياء حواء؟.. سؤال طرحته «الرأي العام» على بعض المواطنين فماذا كانت إجاباتهم؟ «عادل إدريس» موظف- أبدى استياءه من فقدان هذه الصفة في الشارع السوداني خصوصاً عند «البنت»، مشيراً الى أنها إذا اتصفت بها تزيدها جمالاً وأنوثة، معتقداً أن للفضائيات دوراً كبيراً في تلاشي الحياء عند «البنات».. ووافقه الرأي «وليد عوض» فهو أيضاً يرى ان العولمة واحدة من الأسباب، مضيفاً اليها أن «حواء» انخرطت في مجالات العمل المختلفة واختلطت بالجنس الآخر فصارت لا تكترث لشيء وفقدت حياءها.. وقال «الحياء» هو تاج المرأة وهي الصفة التي تختلف بها عن الرجال لأن الرجل بطبعه يتصف بالجرأة والصلابة.. كما أن الحياء عند المرأة محبب للرجال. أما إقبال محمد المرضي - ربة منزل- فقالت: الزمن العلينا البنات لا يخجلن من والديهن فما بالك من العالم الخارجي، وأشارت الى أن العولمة لها دور في إخفاء حياء الفتاة بحجة ان الفتاة الخجولة ضعيفة مع ان القوة شيء والحياء شيء آخر.. وقالت زينة المرأة هي الحياء لأنه أس جمالها ورقتها.. فالأنثى سُمّيت بذلك لأنها رقيقة في صفاتها. أسماء خضر أستاذة علم النفس أوضحت ان الانفتاحية هي السبب الرئيسي في إختفاء الحياء والعادات والتقاليد الجميلة التي كانت تتميز بها المرأة السودانية.. وأشارت الى أن التنشئة الأسرية أيضاً سبب في تغيير سلوك «البنت» فهذه التنشئة الحديثة اتسمت بأن تكون البنت «جريئة» و«عينها قوية» كما يقولون.. وقالت الآن يحكم على المرأة من زيها ومظهرها الخارجي إن كانت خجولة أم لا؟ والناظر الى أزياء البنات في الشارع السوداني يتأكد أنه ليس هناك «بنت» خجولة من نوعية الملابس التي ترتديها.. وقالت بما أن القيم الإسلامية تدعو الى الحياء والاتزان يفترض على كل مسلمة ان تحمل هذه الصفات.