سلطت الأبحاث العلمية الأضواء مجددا على الأضرار الجسيمة التي يجلبها التدخين على صحة البشر، خاصة بعد أن ارتبط التدخين بشكل وثيق بإصابة المدخنين بأمراض لا حصر لها، يأتي في مقدمتها السرطان، وأمراض الرئة، والأمراض المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية. وإلى جانب هذه الأمراض الخطيرة وجد العلماء أيضا أنه يتسبب في إتلاف شبكية العين، كما أنه يجلب الاكتئاب والأمراض العقلية ويعجل بظهور الشيخوخة، حتى وصل الحد إلى أنهم أكدوا أن التدخين السلبي خطر علي الحيوانات. وفي بحث جديد يدق أجراس الخطر حول مضار التدخين على المدمنين، حذرت دراسة جديدة لفريق من علماء النفس في ألمانيا من أن الانتحار يرتبط بقوة بالتدخين بشكل متقطع أو منتظم. وأكد فريق الخبراء الذي يقوده الدكتور توماس برونيش من معهد ماكس بلانك للعلاج النفسي في ميونيخ انهم لم يتمكنوا من التوصل إلي وجود أي صلة سببية مباشرة بين التدخين والانتحار، لكن برونيش وزميليه الدكتور مايكل هويفر من الجامعة الفنية بدرسدين والدكتور روزيلاند ليب من جامعة بازل أشاروا في تقرير لهم بمجلة الاضطرابات المؤثرة “أفيكتيف ديس أوردرز” إلى أن هناك مؤشرات قوية بأن الانتحار والتدخين إلي حد ما يرتبطان كل منهما بالاخر. وأوضح الباحثون، وفقا لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، أن حملات تقليل التدخين يجب أن تشير أيضا إلي خطر الانتحار المتزايد بالنسبة للمدخنين من وقت لاخر والمدخنين المنتظمين. وتعتمد نتائجهم علي بيانات من دراسة بدأت في عام 1995 بنحو 3000 شخص قيد التجربة ما بين سن 14 و24 سنة يعيشون في ميونيخ، وجرت المتابعة بعد أربع سنوات تضمنت نحو ثلثي المشاركين في التجربة الاصلية وشملت التجربة غير المدخنين وأيضا المدخنين غير المنتظمين إلي جانب المدخنين المنتظمين والمدخنين المدمنين. وكان معدل الانتحار حوالي 20 بالمائة في أوساط المدخنين غير المنتظمين والمنتظمين دون إدمان، إلا أن حوالي ثلث أو 30 بالمائة من مدمني التدخين عانوا من تصورات الانتحار. وذكر الباخثون أن الاعتماد علي النيكوتين زاد خطورة بدء تصور جديد بالانتحار، وان وجود فترة تدخين سابقة منتظمة والاعتماد علي النيكوتين زاد أيضا من خطورة بدء محاولات للانتحار.