شارك المرشح المحتمل لرئاسة مصر محمد البرادعي، ومئات من النشطاء أمس، في مظاهرة بمدينة الأسكندرية المصرية، احتجاجاً على مقتل شاب يقول النشطاء ان رجلي شرطة ضرباه حتى الموت في المدينة. وهذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها البرادعي (67) عاماً في احتجاج في الشارع منذ أواخر العام الماضي قال انه مستعد للترشح لانتخابات الرئاسة التي ستجرى العام المقبل، اذا أتيح للمستقلين الترشح بغير شروط وتوافرت ضمانات لنزاهة الاقتراع.وقبل تنظيم المظاهرة أمام مسجد سيدي جابر قدم البرادعي التعازي لأسرة خالد سعيد (28) عاماً في منزلها الذي يبعد عن المسجد مئات الامتار. وقال لوالدته: نحن نقدم عزاءنا وإن شاء الله العدالة تأخذ مجراها وتظهر الحقيقة. ورافق البرادعي خلال تقديم التعازي عشرات الصحفيين الذين ضاقت بهم الشقة الصغيرة التي تسكنها أسرة سعيد الذي كان بث لقطات على الانترنت قالت أسرته، إنها تظهر رجال شرطة يوزعون على أنفسهم مخدرات مصادرة. وقبل أيام أخرجت جثة سعيد من القبر وقامت لجنة مكونة من ثلاثة أطباء شرعيين بإعادة تشريحها بأمر من النائب العام عبد المجيد محمود بعد اعتراض ناشطين على نتيجة التشريح الأول الذي حدد سبب الوفاة باسفكسيا الخنق الناتج عن قيام سعيد بابتلاع لفافة من مخدر البانجو كما قال تقرير الطب الشرعي. وجاء تقرير اللجنة الثلاثية مؤيداً لنتيجة التقرير الأول وأثبت وجود آثار عقار مخدر وآثار مخدر الحشيش في جسمه. وأثبت تقرير اللجنة الثلاثية تعرض سعيد للضرب، لكن قال إنه لم يكن سبب الوفاة وانه كان على الأرجح بسبب مقاومة سعيد لعملية إلقاء القبض عليه. وكان سعيد في مقهى للانترنت وقت إلقاء القبض عليه، وقال شهود إن رجلي الشرطة ضربا رأسه في جدار بالمبنى وفي باب المقهى الحديدي. وظهر في صور منشورة للجثة خلع فكه وتحطم أسنانه، لكن السلطات قالت ان الصور التقطت بعد التشريح الأول. لكن منظمة (هيومان رايتس ووتش) المدافعة عن حقوق الإنسان قالت أمس الأول، إنه يجب على مصر أن تحاكم رجلي الشرطة لان هناك أدلة قوية على أنهما ضربا سعيد حتى الموت بحسب قولها. وشارك في المظاهرة نشطاء من حركة شباب ستة ابريل وحركة كفاية وحزب التجمع الوطني التقدمي وهو حزب يساري، وحزب الكرامة العربية تحت التأسيس، وحزب الغد جناح المعارض البارز أيمن نور الذي حضر المظاهرة، لكنه انصرف في نهايتها دون أن يصاحب البرادعي. وشارك في المظاهرة عضو مجلس الشعب عن جماعة الإخوان صابر أبو الفتوح. وقال شهود عيان إن إجراءات أمنية مشددة اتخذت في مختلف أنحاء المدينة التي تطل على البحر المتوسط.