دول كثيرة تُكابد واقعاً مأزوماً بفعل مُخْرَجات السياسة, ومع ذلك استطاعت العبور بشعوبها من مشكلات تسلّلت إلى صحتها العامة... لم تنتظر إنفراج الوضع السياسى, فمشكلات السياسة بطبيعتها لا تنفرج عن آخرها, وإذا انفرجت تحتدّ فى أقرب فرصة للإحتداد! استعراض تقريرى قدّمه دكتور صديق محمد مصطفى مدير المركز القومى للعلاج بالأشعة والطب النووى بالخرطوم عن الإتجاهات السرطانيّة فى السودان... فأظهرت ملامح التقرير أنّ السرطان بوجهه السودانى يمكن إلقاء القبض عليه فى محطات مبكّرة... التقرير يؤشّر إلى عدد من الحالات السرطانيّة تستجيب للعلاج فى المراحل المبكّرة وأخرى تُضبط مُتَلبّسة فى أطوار تمهيديّة! الصديق دكتور صدّيق محمد مصطفى (صدّيقT ) من خريجى طب الاسكندريّة من (جيلى أنا) الذى يُعد شامةً مميّزة فى العلاقات السودانيّة/المصريّة، وقد أضاف لبكالريوسه المصرى شهادة عليا بريطانيّة الجنسيّة... عاد صدّيق بخبرته العلميّة والعمليّة من دولة قطر إلى السودان ليضيف جُملة طبيّة مفيدة... وقد رسم لنا ومركزه خارطة الطريق نحو إفلات الرعاية الصحيّة والطبّيّة بالسودان من ورطة سرطانيّة, بالرغم من انّ السودان نفسه لا يخلو من أعراض وعلامات السرطان السياسى! كَشَفَ التقرير عن أنّ السرطان الأوّل فى السودان للمرأة هو الثدى يليه سرطان عُنُق الرَحِم... والسرطان الاول للرجل هو سرطان البروستاتا... وسرطانا المرأة المشار إليهما يمكن اكتشافهما فى المستوى الأوّل للرعاية الصحيّة, وبالمثل علاجهما من الأطوار الأولى... ولذلك نشجّع المرأة على تقديم نفسها للإكتشاف المبكّر فلا نجد غير أن نقول لها (ما تخجلى)! وسرطان البروستاتا يعانى حسب التقرير فى السودان وحسب عدد من خبراء المسالك البوليّة سوء التشخيص... حيث يخطئ فيه الأطباء الممارسون وأحيانا الإختصاصيّون... وتشخيصه المبكّر والأصح يعطى المريض فرصة جيّدة فى الشفاء أو التمتّع بنوعيّة حياة أفضل... وقد لا تتدخّل الجراحة فى الحالة, فيقتصر علاج الرجل على جرعات مضبوطة من هرمون للمرأة (اندروجين)... فالمرأة ليست دائما مصدر (شقاء) للرجل, فقد تكون مصدر (شفاء)! استعراض التقرير وإفادات (صدّيقT ) أوقفانا فى منطقة حرجة، فقد أوقفانا بجوار برج الأمل، وأوكلا إلينا تشييد برج العمل!!