سعدت بالدعوة التي تلقيتها من أسرة السفارة اليابانيةالخرطوم وجمعية فلاحة البساتين السودانية في صباحية جميلة بالحديقة النباتية الخرطوم. كانت الاحتفالية بسيطة وأنيقة شرفها السفير الياباني وحرمه ورئيس جمعية فلاحة البساتين الدكتور أمير عبدالله خليل، الاحتفال كان بمناسبة تسليم أدوات فن تنسيق زهور الإيكابانا من مجموعة طوعية من زوجات الدبلوماسيين في اليابان هدية لجمعية فلاحة البساتين كآنية التنسيق والمقصات والإبر التي تثبت بها الزهور في حواف الآنية أو وسطها. يذكر ان التعاون بين جمعية فلاحة البساتين السودانية والسفارة اليابانية بدأ منذ أوائل عقد التسعينات، حينها كان رئيس الجمعية القنصل نصرالدين شلقامي وأثمرت هذه العلاقات عن ورش تدريب لتعليم بعض منسوبي الجمعية وعضويتها فن تنسيق الحدائق على الطريقة اليابانية المعروف ب«الإيكابانا» الذي حدث ان هذه الصلة ظلت تتطور حتى أصبح في السودان خبراء ونجوم لفن التنسيق على خلفية التدريب الذي تلقوه عبر الدورات وورش العمل المستمرة، بل وفاز بعضهم بجوائز خارج السودان في هذا الفن. في الاحتفالية وبحضور رئيس الجمعية ونائبه دكتور محمود ياجي قدمت حرم السفيرالياباني السيدة فوميكووادا مجموعة الأدوات باعتبارها ممثلة للمجموعة الطوعية المانحة وتم التبرع أيضاً ببعض كتب الإيكابانا من مدرسة سوقيتو بواسطة ريكا أراي التي زارت السودان من قبل وقدمت عرضاً لفن تنسيق الزهور على الطريقة اليابانية في فبراير 0102م، وعبر سفير اليابان اكينوري وادا عن سعادته باستدامة التعاون بين السفارة والجمعية. فلسفة الإىكابانا تقوم على الإنسجام بين الوحدات العضوية للنبات في علاقتها بآنية التنسيق من ناحية، ومن الكتلة والفراغ المحيط بأشكال الزهور وألوانها وهي تنهض على ثلاث أفكار روحية هي أن السماء والأرض والطبيعة عناصر محورها الإنسان ويبدو أنها تقوم على رؤى فلسفية وروحية مستوحاة من المعابد التي بدأت فيها المدارس الكلاسيكية للإيكابانا. الإيكابانا المعاصرة انتشرت خارج اليابان في أوروبا والولايات المتحدة وصار لها مدارس معروفة تعلم هذا الفن لموظفي العلاقات العامة ولإدارات المراسم وللفنادق والنزل السياحية، وقد استطاعت الإيكابانا المعاصرة ان تمثل جذور الثقافة اليابانية العريقة خارج الحدود خير تمثيل، فالإيكابانا هي روح اليابان.