وقفت في قفص الإتهام وهي تبكي بكاء مريراً وعندما جلس القضاة في منصة الحكم وقبل ان يعلن الرئىس افتتاح الجلسة وقفت «س» المتهمة وصاحت «أنا مظلومة يا سيدي.. أنا مظلومة حرام عليكم» فأمرها الرئيس بالسكوت فسكتت ومسحت دموعها. والاتهام المنسوب الى «س» هو أنها سددت طعنتين الى الآنسة «ن» في وجهها حتى شوهت جمالها. وسأل الرئيس المتهمة «س» عما إذا كانت مذنبة أم لا؟ فأجابت بأنها «مظلومة.. حرام عليكم» وقالت «طعنتها غصباً عني لقد استفزتني وضربتني وقد كنت مخطوبة وكان موعد زواجي اقترب، وقد تعرف خطيبي عليها بواسطتي والتقى بها في منزلي واستغلت «ن» صداقتي لها فعززت صداقتها بخطيبي وتمكنت من ان توقعه في حبائلها ولم أعلم بذلك إلا بعد فوات الأوان فعاتبتها على ذلك وقطعت علاقتي بها. ثم فسخ خطوبتي وعلمت أن «ن» كانت السبب وشاهدت خطيبي في منزلها وكانا يضحكان لدى رؤيتي ودخلت داري وأنا غاضبة.. وانتظرت حتى خرج خطيبي من دار «ن» فقابلتني بفتور ونشبت بيني وبينها مشادة كلامية وأهانتني وصفعتني فاختطفت سكيناً كانت بالمطبخ وطعنتها في وجهها. ثم استمعت المحكمة لشهادة الشهود وشهادة الطبيب الذي اكد ان الجرح سبب تشويها في وجه «ن» ثم طلب محامي الدفاع تأجيل الجلسة لأن هناك مساعي للصلح بينهما. السودان الجديد 29/8/1959م