بالرغم من مرور اكثر من عام على اعلان خلو السودان من فيروس شلل الاطفال الا أن مخاطر الفيروس مازالت قائمة لإمكانية دخوله وافداً من دول الجوار. وشهد العالم هذا العام حدثاً كبيراً تمثل في عودة فيروس شلل الاطفال إلى الاقليم الاوروبي في دولة طاجكستان (479) حالة وبالرغم من توقف الفيروس في كينيا لاكثر من (25) عاماً الا انه عاد مرة أخرى بالاضافة الى عودته في يوغندا. ويعتبر خبراء الصحة فيروس شلل الاطفال بانه شرس وليس من السهولة القضاء عليه. وحددت منظمة الصحة العالمية اربع استراتيجيات ومؤشرات لايقاف الحملات ضد الفيروس تتمثل في توقف إنتشار العدوى لمدة ثلاثة اعوام وان تصل تغطية التطعيم الروتيني بما يزيد عن «90%» في جميع انحاء البلاد فضلاً عن ايجاد نظام تقصٍ فعال وحساس ووجود حدود آمنة لا يدخل منها الفيروس. وحذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار الفيروس في السودان خاصة بعد عودته الى دولتي كينيا ويوغندا المجاورتين وحسب الدراسات العلمية يحتاج الطفل إلى «15» جرعة ليكتسب المناعة في دمه وحمايته من الشلل. د. أماني عبد المنعم مدير برنامج التحصين الموسع قالت ل «الرأي العام» ان السودان خاض تجربة متميزة لاستئصال المرض ووقف سريان الفيروسات البرية المسببة للشلل منذ اطلاق المبادرة العالمية للقضاء على شلل الاطفال، ومنذ تنفيذ المبادرة خفت حالات الاصابة بهذا المرض بنسبة تجاوزت «99%» وأكدت د. أماني إلتزام السودان بتطبيق المبادرة العالمية للقضاء على المرض واعلان السودان خالياً منه مع توقع خلو البلاد تماما من الشلل العام 2015م. وقالت ان البرنامج يضع استراتيجية للقضاء على الشلل برفع نسبة تغطية التطعيم الروتيني وتنفيذ حملات قومية تستهدف جميع الولايات الشمالية وتأتي متزامنة مع دول الجوار وذلك بواقع حملتين في العام مما يسهم في تعميم مبدأ الوقاية. د. اقبال احمد البشير وزيرة الصحة بولاية الخرطوم حذرت من خطورة المرض (خاصة انه سريع العدوى ويسبب عواقب وخيمة تؤدي إلى الوفاة) وقالت ان الوزارة استطاعت ان تعمل على تقوية الرصد والتقصي المرضي وكشفت عن تسجيل «54» حالة شلل رخو ليس من بينها فيروس شلل الاطفال. وقالت ان الايام القومية من اهم الاستراتيجيات للقضاء على شلل الاطفال بجانب التطعيم الروتيني والتركيز على تطعيم الاطفال دون سن الخامسة من منزل إلى منزل. وقال د. احمد حردان ممثل منظمة الصحة العالمية لاستئصال شلل الاطفال ان المرض قديم ووجد ان احد الفراعنة في مصر كان مصابا بشلل الاطفال. يضيف ان خطورة المرض تكمن في انه لا علاج له وكل ما يمكن تقديمه للطفل المصاب بالشلل هو العلاج الطبيعي، ويؤكد ولكن يمكن الوقاية منه عن طريق التطعيم الروتيني بالاضافة إلى التطعيم اثناء الحمل، ويقول ان الطفل الذي اصيب بفيروس شلل الاطفال يتم تطعيمه لان هناك ثلاثة انواع من الشلل (1-2-3) اخطرها النوع «1» وحدوث احداهما لا يعني التوقف عن حماية الطفل المصاب من النوعين الآخرين خاصة ان التطعيم يمنح الوقاية والحماية للثلاثة انواع والوقاية من الشلل عبارة عن نقطتين من «و» والتطعيم بالفم ويمكن التقليل من فرص الاصابة بغسل ايدي الاطفال بالماء والصابون قبل الاكل وبعد قضاء الحاجة. ويؤكد د. حردان ان تكرار الجرعات تمنح الاطفال مناعة وتزيد من فرص الوقاية، واشار إلى دول قليلة تعد موبؤة بفيروس شلل الاطفال كنيجيريا والهند وباكستان و وافغانستان لافتا إلى أنه توجد «17» دولة بها فيروس الشلل من بينها «13» دولة في افريقيا. وقال إن الفيروس تم القضاء عليه في «3» اقاليم امريكا، واوروبا، وغرب الباسفيك إلا انه عاد إلى أوروبا وسجلت طاجكستان «479» حالة وعاد في اوروبا إلى مرحلة مكافحة المرض واشار إلى أن الاردن قلت من فيروس الشلل منذ عام 4891م الا انها مازالت تنفذ حملات وذلك لخطورة المرض وشراسته.