ما زال الرماد البركاني الناجم عن ثورة بركان (دوبي) في أريتريا يلقي بظلاله على حركة الطيران في دول الجوار، وحسب توقعات الخبراء يبدو أن الرحلات الجوية بين القاهرةوالخرطوم موعودة بمزيد من التأجيل. وقال موسى فودة مدير إدارة التوقعات الجوية ل «الرأي العام» إن تأثير البركان ما زال باقياً في طبقات الجو العليا مما يعيق حركة الطيران من جمهورية مصر العربية التي تتأثر أجواء جنوبها برماد كثيف، وأضاف موسى أن الرماد غطى كل الأجواء السودانية ولكن بنسب متفاوتة. وأوضح موسى أن الجو لم يتأثر حد العتمة بل أن الرؤية واضحة إلا أن الطيران، ربما تحوطاً، آثر تأجيل رحلاته لأن الرماد البركاني يؤثر على أجهزة الطيران وقد يحدث تشويشاً في الاتصال، ولذا تفادياً من حدوث أعطال للطائرات أجلت شركات الطيران رحلاتها. وفي الصعيد أكد الناطق الرسمي للطيران المدني عدم تأثر حركة الطيران بمطار الخرطوم وقال هناك رحلتان فقط تم تأجيلهما من القاهرة الى الخرطوم يوم الثلاثاء الماضي فيما أكدت إدارة الاستعلام عدم توقف الرحلات لجميع الدول يوم الأربعاء. وتشير معلومات تحصلت عليها «الرأي العام» أن بركان (دوبي) المتاخم للحدود الجيبوتية الذي ثار في اليومين الماضيين محدثاً سلسلة من الهزات الأرضية التي ضربت المناطق المجاورة لإثيوبيا بقوة (7ر5) على مقياس ريختر منذ آخر مرة في العام 1681. وشكل البركان تأثيراً كبيراً على حركة الملاحة الجوية نتيجة لاتجاه السحب البركانية الى مناطق مصر وأجزاء من الجزيرة العربية وأثر على حركة الطيران في تلك المناطق. وفي ذات الإطار أعلنت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بجمهورية مصر العربية تحركات الرماد البركاني الناجم عن ثورة بركان (دوبي) في أريتريا، وقالت إنه أثر بشكل كبير على طبقات الجو واتجه الرماد البركاني الى شمال غرب البحر الأحمر بالمملكة العربية السعودية على ارتفاع (02-04) ألف قدم وتأثرت جراءه أجواء شمال منطقة المدينةالمنورة وشمال مناطق تبوك وتم تحذير المملكة منذ منتصف الاثنين الماضي، فيما أعلنت شئون الأرصاد بالمملكة عن انخفاض مستوى الرماد البركاني الذي بدأ في الانحسار تدريجياً من مصدره. فيما أشارت مصادر علمية أن الرماد البركاني لم يصل الى طبقات الجو السفلى، وليس له أي تأثير على السطح. على صعيد متصل ذكرت مصادر جوية مصرية ازدياد تأثير سحابة بركان أريتريا على حركة الملاحة الجوية حيث امتدت الإلغاءات لرحلات جديدة، وذكرت ذات المصادر «هناك ترقب شديد من خبراء و مسؤولي الطيران المدني في مصر بعد توقعات بدخول سحابة بركانية الى بعض أجواء المطارات المصرية في جنوب وشرق مصر»، وأضافت ما زالت الرحلات متوقفة بين مصر والسودان وأريتريا حيث تم إلغاء عدد من الرحلات المتوجهة الى البلدين وألغت الخطوط الكينية هبوطها في مطار الخرطوم وقررت التوجه مباشرة الى نيروبي بعد تغيير الممرات الجوية فوق العاصمة السودانية. وفي السياق، أكد مصدر علمي ارتفاع سحب البركان الى نحو (51) كيلو متراً فوق سطح الأرض فيما لم يتحدد وقت انقشاع هذه السحب. وأشار المصدر الى عدم وجود أي تأثير يذكر على درجات الحرارة، وأوضح أن التأثير سيتمثل في الغبار البركاني غير الكثيف لأن طبيعة الرياح في هذا الوقت من العام ذات نشاط ضعيف. وحسب الاتحاد العربي للنقل الجوي فقد تأثرت المملكة العربية السعودية بسحابة البركان حيث تم إلغاء وإعادة جدولة رحلات عدة من السعودية الى جهات مختلفة في منطقة القرن الإفريقي بما في ذلك أريتريا وإثيوبيا والسودان وجيبوتي، وتوقع خبراء الأرصاد وصول سحابة الرماد الى الأردن في وقت قريب.