لم يكن في خيال أحدنا أن يأتي يوم نفتقد فيه الحضور الدافئ لإخواننا الجنوبيين بيننا وهم يتجولون في شوارع العاصمة المثلثة ونواحيها.. والىوم هو التاريخ الفاصل يشعر فيه كل من الجنوبيين والشماليين بمرارة الفراق الذي كانوا يخافون وقوعه ولكنه حدث وسيذهب الجنوبيون الى أرض الميعاد ولن تبقى إلا اللحظات الجميلة والسنوات الطويلة التي قضيناها معا في شوارع الحي و على مقاعد الدراسة ومكاتب العمل وسيظل صداهم داخل كهوف الذاكرة..وليس هناك شك في العشق الأبدي الذي تحتضنه قلوب الشمالىين لأرض الجنوب وأهلها لدرجة أن فناني الشمال طالما تباروا في التغزل فيهم والغناء لهم، فالنور الجيلاني معطون في حب الجنوب وتغنى لعروسه (ففيان) و«جوبا» وجبل (اللادو) و(الباباية) وقال ل(الرأي العام) إنه لم يجد حدا لعشقه للجنوب ولا يمضي إسبوع دون ان يتغني في أفراحهم ومشاركتهم في ليالىهم الثقافية ، وأضاف: ليست لدي إحصائية لزيارتي الى أرض الجنوب فهي كثيرة (جدا) وقال:بعد الانفصال ستكون لي زيارات الى هناك لنستمتع من جديد بجمال مدنها الذي يغطي أعيننا ونسماتها الباردة التي تستقبل خطوات القادمين إليها، وقال عشق الجنوب يتمثل في جوبا ولو(داير نفسك تفرحها تنسى همومها تروحها..يلا ودع قوم خلي الخرطوم قوم بارحها)،وقال: أيضا سأزورها لإقامة حفلات خيرية وجماهيرية ،وأشار الجيلاني الى إنهم حتما سيفتقدون إخوة مثقفين وقلوبهم تفيض حبا وعبقا من الىاسمين، وأردف لكنها إرادة شعب لابد من إحترامها.. أما الفنان محمود عبد العزيز وهوا لآخر أسير هوى الجنوب وهم مأسورون بصوته واغنياته..محمود قال: لن ينقطع عن أهله في الجنوب وهم سر إبداعه وولعه بهم لن ينتهي مع ذهابهم الى دولتهم الجديدة، وأضاف: معظم حفلات زواجهم كان يحييها لهم. وقال: عندما يصادف زواج أحدهم وأنا خارج البلاد يقومون بتأجيله الى بعد عودتي فهذا وفاء لم أجده من غيرهم لذلك سأبادلهم بأكثر منه وهم يستحقون ذلك،وقال:سأشاركهم في إحتفالاتهم بدولتهم الجديدة وفي نيتي زيارة الجنوب من فترة الى اخرى بعد الإنفصال..والفنان محمد ميرغني قضى فترة مقدرة بجوبا شارك في تربية وتعليم أبنائها خلال مهنته بالتعليم وجلس تحت أشجار المهوقني والتك وأشجار المانجوالتي تترامى على مد البصر والباباي الذي يتدلى بعطاء لمن أراد،وقال:عشت معهم رغم عنفوان السياسة وعاصرتهم في الحياة الدراسية والحياة العملية فهم شعب غاية في البساطة والطيبة والجمال وأيضا هم صنعوا التاريخ عبر نضال طويل،وذكر:إنه تغنى في أفراحهم كثيرا وليس لديه مانع في إحياء حفل في جوباالجديدة عندما تصبح عاصمة دولتهم...والفنان عماد احمد الطيب أيضا أبدع في أغنيته المشهورة (جنوبية) التي توحي بمدى الإعجاب الذي يكنه الشمالىون للجنوب، وكذلك سيف الجامعة وخالد محجوب وغيرهم من نجوم الغناء في السودان.