أشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى الأزمة التي تعصف في جنوب السودان، ودعت إلى ضرورة حظر توريد السلاح إلى هذا البلد الذي ينزلق في مستنقع حرب أهلية دامية. في هذا الإطار، أشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار توصلا من قبلُ لاتفاق سلام بينهما، وذلك بعد سنتين من العنف والاقتتال، لكن هذا الاتفاق لم ينفذ بعد. وأضافت أن تقارير للأمم المتحدة كشفت أن الجوع تسبب في نزوح نحو 38 ألفا من جنوب السودان في الشهريين الماضيين بحثا عن ملجأ في منطقة دارفور في السودان، وقالت إن حركة النزوح هذه تدل على عمق الكارثة التي يمر بها جنوب السودان. وأشارت إلى أن سلفاكير ونائبه رياك يخوضان صراعا في حرب أهلية بائسة لا معنى لها، وأن هذا الصراع بينهما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد نحو 2.3 مليون من منازلهم حتى الآن. نفاد الصبر وأوضحت أن الطرفين توصلا في أغسطس/آب الماضي إلى اتفاق السلام ووعدا بوقف الاقتتال وإنشاء حكومة انتقالية ومحاكم لتحقيق العدالة، لكن شيئا من هذا لم ير النور. وأضافت أن الولاياتالمتحدة سبق أن احتفت بجنوب السودان واعتبرت انفصاله عن السودان انتصارا للسلام بعد حرب أهلية استمرت نحو عقدين، لكن القادة المتحاربين أهدروا حسن النوايا الأميركية. وأضافت أنه جرى تهديد الطرفين بحظر توريد السلاح إليهما، لكن هذا التهديد لم يجد نفعا، وقالت "لقد حان الوقت لأن يفرض مجلس الأمن الدولي حظرا شاملا على توريد الأسلحة إلى جنوب السودان، وذلك لمنع المزيد من الفظائع ضد المدنيين". وأشارت إلى أن بريطانيا تؤيد هذا التوجه وأنه ينبغي للولايات المتحدة أن تؤيده، وأضافت أنه قد لا يكون حظر توريد السلاح هو الحل الأمثل، في ظل معارضة روسيا لهذا الأمر، ولكن من شأن الحظر أن يبعث برسالة واضحة إلى كل من سلفاكير ورياك مفادها أن صبر المجتمع الدولي قد نفد.