دعا الرئيس عمر البشير، اليوم الأربعاء، إلى ضرورة العمل على "تجنيب القارة الأفريقية، مخاطر الإرهاب والتطرف الطائفي". وانطلقت بالخرطوم، اليوم، أعمال المؤتمر الدولي حول "الإرهاب والتطرف الطائفي في أفريقيا"، الذي تنظمه وزارة الإرشاد والأوقاف، بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي. وقال البشير في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، "لابد من العمل على تجنيب القارة الأفريقية مخاطر الإرهاب والتطرف، فضلًا عن تجنيب شبابها من الوقوع في مصائد الإرهاب والاستلاب الحضاري". واتهم البشير من وصفهم ب"أعداء الاسلام"، "بفرض الخناق على الدول التي التزمت بتطبيق أحكام الإسلام في نظمها ومعاملاتها"، مضيفًا "كما حاول أعداء الإسلام إلصاق الإرهاب بالمسلمين، وإلباس الإسلام ثوب الفوضى والقمع"، مؤكدًا على أن الإسلام هو "دين الوسطية والاعتدال والتسامح". ويشارك في المؤتمر الذي يستمر ليومين، ممثلون لعدد كبير من الدول الأفريقية والعربية، إضافة إلى عدد من الشخصيات الإسلامية، أبرزهم الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عبد الله بن عبدالمحسن، ونائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والأوقاف بالسعودية توفيق الدوسري. وعبر البشير خلال كلمته عن تقدير السودان للمملكة العربية السعودية وقفتها الصلبة وتضامنها معه في كافة القضايا ، بجانب تصديها لمحاولات زعزعة الأمن في المنطقة عبر التحالف مع أشقائه تحت القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين. وقال البشير إن الإسلام هو دين المحبة والتسامح والرحمة , سبيل دعوته اللين والحكمة وليس بحد السيف" ، لافتا إلى أن قضية التطرف الطائفي ومسيرتها عبر القرون الطويلة يفند هذه الفرية الباطلة ويدحض هذه الكلمة المختلقة ، لان الإسلام يقوم على المساواة بين الناس ولا يميز بينهم على أساس النسب أو الجاه أو العِرق بل انه يذكرهم بأن البشرية أبوها ادم واصلها واحد ( كلكم لآدم وآدم من تراب). وقال " لقد جعل الإسلام الناس في ميزان الحق سواسية لا يتمايزون إلا بحظ في تقوى الله عز وجل ، وان قوام الإسلام عماده الوسطية والاعتدال دون تفريط أو إهمال ولذلك كانت امة الإسلام هي امة الوسط والشهادة على الأمم". وأضاف رئيس الجمهورية " أن إفريقيا قارة تنعم بمواردها الطبيعية الوفيرة وثرواتها الضخمة الكثيرة وبمساحاتها الواسعة الكبيرة وموقعها الاستراتيجي والبعض يريد أن يضع يده عليها لينهب ثرواتها والتسلط على مواردها وسرق خيراتها كما فعلوا من قبل ولكننا نريد لها أن تنعم بالأمن والسلام والاستقرار الذي يمكنها من توظيف هذه الإمكانات والمقدرات من نهضة وتحقيق الرفاهية لشعوبها والتواصل الايجابي والبناء مع القارات الأخرى تبادلا للمنافع وتكاملا في الأدوار". وزاد " أن مؤتمركم هذا يأتي سبيلا علميا لمناقشة هذه القضايا وبحثها وتحليلها واستخلاصا لنتائج تقود إلى برامج عملية تعالج هذه القضايا وتجنب القارة خطرها وتشجع التعايش السلمي والتسامح بين شعوبها". وأكد البشير رعايته لما يخرج به هذا المؤتمر من توصيات والتي ستكون ثمارها خيرا وبركة على شعوب قارتنا الإفريقية وامتنا الإسلامية.