القاهرة أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط أنه لا توجد لمصر أجندة في السودان سوى العمل على تحقيق السلام ودعم الرخاء للشعب السوداني، مشددا على أن تحقيق الاستقرار في مختلف ربوع السودان، يمثل أولوية استراتيجية لبلاده، فيما رحبت جامعة الدول العربية بتصريحات ومواقف المبعوث الأميركي للسودان الجنرال سكوت غريشن بشأن رفع العقوبات المفروضة من قبل بلاده على السودان ورفعها من لائحة الدول الراعية للإرهاب. وأكد أبو الغيط ، خلال لقائه أمس مع السفير السوداني لدى القاهرة عبدالمنعم مبروك بمناسبة انتهاء فترة عمله سفيرا لبلاده في مصر، حرص القاهرة على مساعدة طرفي اتفاق السلام الشامل، على الوفاء بتعهداتهما في إطار الاتفاق، بما يمثل خطوة هامة تجاه إحلال السلام والاستقرار في مختلف أرجاء السودان. وأشار إلى أن مصر تدعم جميع أبناء السودان، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو العرقية، وقال "إننا حرصنا على تنفيذ العديد من المشروعات التنموية في مختلف المجالات سواء في دارفور أو في جنوب السودان بهدف تحقيق الرفاهية والاستقرار للمواطنين السودانيين". وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي، في تصريح للصحافيين عقب اللقاء إن الوزير أحمد أبوالغيط أكد أيضا اهتمام "مصر بالتواصل مع مختلف القوى السودانية وتشجيع المجتمع الدولي على تقديم المزيد من المساعدات للمناطق المحتاجة في دارفور وجنوب السودان، وأشار زكي إلى أن المساعدات المصرية لا ترتبط بالتوجهات السياسية للقوى السودانية، وأن دعم مصر لتنمية واستقرار السودان هو دعم مستمر خاصة في ظل الاستحقاقات السياسية المهمة التي ستشهدها الساحة السودانية في غضون الفترة المقبلة. من جهة أخرى، دعا مدير إدارة أفريقيا والتعاون العربي الإفريقي بالجامعة العربية السفير سمير حسني، في تصريح للصحافيين أمس، الإدارة الأميركية إلى سرعة رفع العقوبات الاقتصادية على السودان حتى يتمكن الشعب السوداني من تعزيز مسيرة التنمية خاصة أن هذه العقوبات تعرقل شراء قطع غيار في مرافق حيوية مثل الطائرات المدنية وغيرها من المجالات. ووصف السفير حسني تصريحات غريشن بأنها "مشجعة، وتشكل بداية حقيقية لتغيير السياسة الأميركية تجاه السودان"، معتبرا أن من شأن هذه السياسة إحلال السلام والاستقرار في السودان وليس فقط في دارفور، وأيضا من خلال التنفيذ الأمين والصادق لاتفاقية السلام الشامل. وقال إن الجامعة العربية تدعم "الخطوات الجادة" التي قام بها المبعوث الأميركي تجاه السودان وطالب الإدارة الأميركية بمزيد من الخطوات وخاصة حث الحركات المسلحة في إقليم دارفور على الانضمام لمباحثات السلام السودانية، حتى يمكن إرساء السلام في كافة أنحاء السودان وبشأن مدى تطبيق السودان للمقترحات العربية والإفريقية لحل أزمة دارفور في ظل مواءمة الظرف الدولي، قال السفير سمير حسني إن الحكومة السودانية "تتعاون تعاونا جادا مع المجتمع الدولي ومع المبعوث الأميركي وخطت بعض الخطوات التي تعهدت" بها مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وأشار إلى أن هناك مرونة واضحة من قبل الحكومة السودانية في محادثات السلام ، وهناك تحسن في الأوضاع الإنسانية في إقليم دارفور باعتراف المجتمع الدولي، وهناك عودة طوعية لعدد من اللاجئين، لافتا إلى أنه منذ أيام كان هناك زيارة لوفد يمثل المجتمع الدولي وشاركت فيها الجامعة العربية من خلال مبعوث الجامعة للسودان السفير صلاح حليمة وشاهد ممثلو المجتمع الدولي أن هناك تحسنا إنسانيا على الأرض وعودة طوعية للاجئين.