8 أغسطس,2016 في الصورة النمطية، غالبًا ما يرتبط ذكر دولة الصومال، بالعنف والفوضى والمجاعات، مع إغفال إلقاء الضوء على قطعٍ أُخرى من الصورة، تمثل جزءًا لا يتجزأ من المجتمع الصومالي، من ذلك عالم الرياضة، الذي لمع فيه رياضيون على مستوى العالم، فمنهم من صنع التاريخ في بريطانيا، وآخر لم يتعدَ عمره 18 عامًا، تعاقد رسميًّا قبل أيام مع نادي تشيلسي الإنجليزي، ليبدأ الموسم المقبل للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز «البريمير ليج». محمد فرح.. أعظم رياضي في بريطانيا على الإطلاق في 23 مارس (آذار) 1983، وُلد العداء محمد فرح، المُلقب ب«مو فرح»، في العاصمة الصومالية مقديشو، وبعد أنّ أتم المرحلة الابتدائية، اندلعت حربٌ أهلية في البلاد، دفعت أسرته للنزوح إلى جيبوتي، ومنها إلى بريطانيا، التي وصل إليها عندما كان في الثامنة من عمره، بلغة إنجليزية ضعيفة، قبل أن يمضي فيها بقية حياته منذ ذلك الحين وحتى الآن، ويحصل على الجنسية البريطانية. يعيش فرح في غرب لندن، واكتشف موهبته مدرس التربية الرياضية في مدرسته اللندنية، ومع عام 2001 حصل فرح على بطولة أوروبا لسباق خمسة آلاف متر، لتبدأ أولى إنجازاته الرياضية على المستوى الأوروبي. ومع الوصول لعام 2010، حصد فرح ميداليتين ذهبيتين لسباقي خمسة آلاف متر، و10 آلاف متر، في بطولة أوروبا لألعاب القوى. وشهد عام 2011، نقلة كبيرة لفرح على طريقه الرياضي عالميًّا، عندما أصبح أول عداء بريطاني يحصل على ذهبية سباق 5 آلاف متر، في بطولة العالم لألعاب القوى، بعد أسبوع واحد من حصوله على فضية سباق 10 آلاف متر لنفس البطولة. وفي أولمبياد لندن 2012، فاز فرح بذهبيتي سباقي 5 آلاف متر، و10 آلاف متر، وبذلك كان أول شخص بريطاني في التاريخ يفوز بذهبية أولمبية في سباق 10 آلاف متر. وفي 2013، استمر مسلسل ذهبيات فرح، بفوزه بذهبيتي سباقي 5 آلاف متر، و10 آلاف متر في بطولة العالم لألعاب القوى بموسكو. لا مانع من التوقف لشرب المياه وسط السباق والفوز به في النهاية في بطولة العالم لألعاب القوى، بكين 2015، فاز فرح بذهبية سباق 10 آلاف متر، وفي سباق 5 آلاف متر، تخلف فرح عن كل المتسابقين أثناء السباق، لشرب بعض المياه، قبل أن يستعيد قواه ويفوز بذهبية السباق، التي تُعد سابع ذهبية على التوالي، يفوز بها فرح في بطولات عالمية، وبذلك يُصبح أعظم رياضي بريطاني على الإطلاق، على حد وصف شبكة «بي بي سي» البريطانية. ودفعت تجربة فرح المُلهمة «بي بي سي»، إلى تسجيل فيلم وثائقي عنه، يحكي قصة حياته، جاء تحت عنوان: «مو فرح: سباق حياته»، وعُرض الفيلم في الرابع من أغسطس (آب) الجاري، قبل أيام من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية (ريو دي جانيرو 2016)، تلك الدورة الذي سيشارك فرح في منافستها يوم 14 أغسطس (آب) لسباق 10 آلاف متر، ويوم 17 أغسطس لسباق 5 آلاف متر. تهمة «الإرهاب» تطارد فرح بسبب أصوله! «لم أصدق ما حدث معي، يحتجزونني بسبب أصلي الصومالي كلما زرت الولاياتالمتحدةالأمريكية، أخرجت الميداليتين الذهبيتين لهم، ومع ذلك أصروا على التحقيق معي»، هكذا يحكي فرح عن تجربة احتجازه في المطار أثناء توجهه لقضاء عطلة أعياد الميلاد بولاية أريجون الأمريكية، لافتًا إلى تعرضه للاحتجاز والتحقيق أكثر من مرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكندا، من دوائر الهجرة ومكتب التحقيق الفيدرالي، للاشتباه في وجود أي صلات له بالجماعات المُسلحة، وذلك بسبب أصوله الصومالية. ورغم تعامل السلطات الأمريكية، مع فرح بشكل قد يتسم ب«العنصرية»، يظل فرح مصدر اعتزاز واحترام لدى الصوماليين، باختلافاتهم السياسية والقبلية، وهو شعور يتبادله فرح معهم، بإعلانه «تقديره لكافة الصوماليين، بغض النظر عن المنطقة التي يعيشون فيها، أو القبيلة التي يتحدّرون منها». كما أن فرح لا يتوارى في إظهار تدينه بالإسلام، ويعبر عن ذلك، بسجوده بعد فوزه بالبطولات العالمية المختلفة. فرح لا يُغرد منفردًا رغم تميز فرح عالميًّا، لكنه ليس العدّاء الصومالي الوحيد، الذي فاز بجوائز وبطولات دولية، إذ سبقه أكثر من رياضي صومالي، في نيل جوائز دولية في هذا المجال، من بينهم العداء الصومالي عبده بيلي، بطل العالم في سباق 1500 متر من عام 1987 – 1989، وأشرف على تدريب بيلي، جامع آدم -الصومالي الأصل والحاصل على الجنسية البريطانية- وقد فاز آدم -عندما كان لاعبًا- بالمركز الثاني في بطولة العالم لسباق ألف متر في عام 1982، وبعد تحوله للتدريب، اختاره الاتحاد الدولي لألعاب القوى، كأفضل مدرب في العالم لعام 2008. تميز صومالي في كرة القدم الإنجليزية لم يتوقف التميز الصومالي على الرياضات الفردية في سباقات ألعاب القوى فقط، وإنما امتد ليشمل الرياضة الجماعية الأكثر شعبية في العالم، كرة القدم. فهناك العديد من اللاعبين الصوماليين الذين لعبوا -وما زالوا يلعبون- لعدد من أفضل نوادي الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي يُعد واحدًا من أفضل دوريات كرة القدم في العالم. ومن أبرز هؤلاء اللاعبين الصوماليين، اللاعب الصومالي الشاب، مختار علي الذي لم يتعدَ عمره 18 عامًا، ووقع منذ أيام عقدًا لم يُفصح عن قيمته ومدته، مع نادي تشيلسي اللندني، ليكون ضمن تشكيلة المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي في الموسم المُقبل للدوري الإنجليزي الممتاز «البريمير ليج». ويأتي هذا العقد، بعد موسم ناجح لعلي، الذي يلعب في خط الوسط، في فريق شباب نادي تشلسي، حصل فيه على الدوري الإنجليزي للشباب، ودوري أبطال أوروبا للشباب. Very happy to sign a new contract at @chelseafc Thank you to everyone for the support especially my family.❤️ #MA pic.twitter.com/Um02epDyqF — Mukhtar Ali (@_MukhtarAli) August 3, 2016 بالإضافة إلى ذلك، هُناك اللاعب الصومالي إسلام فيروز (21 عامًا)، الذي وقّع عقد مع تشيلسي في 2014، لمدة أربع سنوات، ينتهي في 2018، بعدما كان من ناشئي النادي اللندني، منذ سبتمبر (أيلول) 2011. بعد انتقاله من نادي سيلتك الإسكتلندي. لكن فيروز لن يكون مع علي، الموسم المُقبل، لأن إدارة النادي الإنجليزي أعارته إلى نادي هيبرنيان الإسكتلندي، وتعتبر صحيفة سكاي سبورت البريطانية، أن فيروز «واحدٌ من أفضل اللاعبين الشباب في إنجلترا». وقبل علي وفيروز، دافع اللاعب النرويجي، ذو الأصل الصومالي، عبد السلام إبراهيم أيوب، عن قميص نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، حامل لقب الدوري الإنجليزي موسم 2013/2014 لمدة أربع سنوات، امتدت من عام 2010 وحتى عام 2014. عن موقع "ساسة بوست"