اعلن الرئيس عمر البشير، رفضه لأي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لليبيا، مؤكداً دعمه لحكومة الوفاق الوطني فيها باعتبار ليبيا دولة عربية وأفريقية وجاراً شقيقاً ينعكس ما يجري فيها على دول الجوار ومنها السودان. ودعا البشير أمام الجلسة المغلقة للقمة الأفريقية رفيعة المستوى حول ليبيا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الثلاثاء، إلى الحفاظ على ليبيا أرضاً وشعباً وإلى دعم حكومة الوفاق الليبية التي نتجت عن اجتماع الصخيرات مؤخراً. وأوضح وزير الخارجية أ.د. إبراهيم غندور، لوكالة السودان الرسمية للأنباء، أن القمة استمعت لتقارير من ممثل الاتحاد الأفريقي وممثل الأممالمتحدة ومن نائب رئيس الوزراء الليبي حول الأوضاع في ليبيا ومن ثم أعقبهم الروساء المشاركون في القمة. وضمت القمة أعضاء اللجنة الخاصة بليبيا التي كونها الاتحاد الأفريقي شاملة مناطق القارة بتقسيماتها الخمسة شمال وجنوب وغرب وشرق ووسط، إبان آخر قمة أفريقية في العاصمة الراوندية كيغالي، مضافاً إليها دول الجوار الليبي والتي تشمل كلاً من: تونس والسودان ومصر والنيجر وتشاد. وقال غندور إن البشير عبر في كلمته عن اهتمام السودان بالأوضاع في ليبيا باعتباره بلداً جاراً لها ويتأثر بما يجري فيها، لكل هذه الأسباب فإن ما يحدث فيها محط اهتمام السودان حكومة وشعباً". وأكد غندور أن القمة اعتمدت مشروع القرار حول ليبيا والذي عبر عن شرعية الحكومة تتمثل في المجلس الرئاسي ومجلس النواب. وشدد على أن القمة أكدت ما ذهب إليه السودان من رفض أي تدخل خارجي في الشأن الليبي ومنع أي محاولة من مرتزقة قد يدخلون إلى الأراضي الليبية. وطبقاً لغندور، فإن القمة أكدت دعمها لحكومة الوفاق الوطني التي يقودها فائز السراج. وأشار الوزير إلى أن القمة اقترحت أن يقود الاتحاد الأفريقي اللجة الثلاثية التي تضمه والأممالمتحدة والجامعة العربية، وأن يقوم الزعماء في هذه القمة بجمع الفرقاء الليبيين كافة في ليبيا لحلحلة كل الخلافات. على صعيد متصل أعلن الرئيس التشادي إدريس دبي خلال أشغال قمة دول جوار ليبيا واللجنة الأفريقية رفيعة المستوى الخاصة بهذا البلد، عن مبادرة أفريقية لحل الأزمة الليبية. وقال الرئيس التشادي إن "أفريقيا تأثرت بالأوضاع في ليبيا، وإدراكا منا يعلن الاتحاد الأفريقي عن مبادرة لحل الأزمة في البلاد بالتعاون مع دول جوارها والأممالمتحدة والجامعة العربية في إطار نهج ثلاثي للبحث عن مصالحة هناك". وأضاف دبي أن "الأوضاع في ليبيا معقدة للغاية بسبب غياب الاتفاق بين الأطراف هناك والانقسامات وتناقض المصالح التي يسودها المشهد في البلاد". وأكد دبي أن "المبادرة الأفريقية تستهدف إشراكا واسعا للأطراف الليبية وإعطاء دفعة جديدة للمفاوضات والخروج من الأزمة المؤسسية". وتضمنت المبادرة، بحسب ما جاء في كلمة الرئيس التشادي، ضرورة أن يكون الوفاق الوطني شاملا للجميع ورفض أي عملية تقصي أي طرف في البلاد، وتكون مرجعيته الاتفاق الذي تم بالمغرب برعاية الأممالمتحدة في نهاية العام الماضي. وطالب الرئيس التشادي بضرورة "تجنيب الأطراف الليبية التدخلات الخارجية وإثبات تحمل مسؤولياتها من أجل تشكيل حكومة الوفاق الوطني"، لافتا إلى سعي الاتحاد إلى جلب جميع الأطراف في العملية السياسية بشأن ليبيا. ناشدت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي " دلاميني زوما " المجتمع الدولي بسرعة حل الأزمة الليبية وإنهاء حالة الانقسام والحرب في هذا البلد. وجددت " زوما " دعم الاتحاد الأفريقي لحكومة الوفاق ، مشددة على أهمية المصالحة والوفاق الوطني. ونقلت زوما في كلمتها توصيات مبعوث الاتحاد الأفريقي التي تتضمن أهمية تنفيذ الاتفاقيات السياسية الليبية بكل بنودها ، واعتبرت عدم إجازة البرلمان لحكومة الوفاق أحدث أزمة سياسية ، مطالبة بإيجاد تفاهمات سياسية لحل الأزمة.