دعا مشاركون من أكثر من عشر دول أفريقية وأوروبية في منتدى مغاربي حول الهجرة احتضنته طنجة شمال المغرب، الحكومات المغاربية والأوروبية إلى عدم الركون للهواجس الأمنية عند وضع سياسات الهجرة، وتبني مقاربة تستند إلى حقوق الإنسان. وقال "إعلان طنجة" الصادر عن هذا المنتدى: "من الضروري اليوم، بأوروبا والمنطقة المغاربية وفي كل البلدان جعل حقوق الإنسان في قلب سياسات الهجرة وعدم الركون إلى الهواجس الأمنية المولدة لأحكام قيمة عنصرية، وعدم احترام الحقوق، والتوترات وانعدام الأمن". ووجه الإعلان أصابع الاتهام إلى أوروبا في معالجة موضوع الهجرة حيث اعتبر أن "السياق السياسي الأوروبي المحتدم داخليا وخارجيا يقود نحو إقصاء المهاجرين والأشخاص المحتاجين لحماية دولية، في خرق لالتزامات الاتحاد الأوروبي ذات الصلة بالحرية، وصيانة حقوق الإنسان والقانون الدولي". من جهة ثانية دان الإعلان "بشدة الترحيلات الجماعية التي وقعت مؤخرا لأكثر من 3000 شخص بالجزائر (في اتجاه شمال النيجر)، والتنقلات بالقوة والإبعاد بتونس والمغرب"، معتبرا أنها "ممارسات تعسفية ولا شرعية يجب أن تتوقف بشكل نهائي". كما حث الإعلان على "المصادقة والإعمال الفعلي" من قبل الحكومات المغاربية على اتفاقية حماية العمال المهاجرين وأفراد عائلاتهم واتفاقيات منظمة العمل الدولية ذات الصلة بالعمال المهاجرين من قبل كل الدول المغاربية. ودعا أيضا إلى "وضع آليات قانونية تسمح بحماية واستقبال الأشخاص المتنقلين لأسباب ترتبط بالتغيرات المناخية والبيئية" إضافة إلى "وضع آليات قانونية لمواجهة الأفعال والسلوكيات العنصرية (…) وفتح الحدود وعدم عسكرتها لتمكين الجميع من حرية التنقل في كل المنطقة". وفي الوقت الذي أطلق فيه المغرب المرحلة الثانية لتسوية وإدماج ما تبقى من المهاجرين في وضع إداري غير قانوني (نحو 4000) بعد مرحلة أولى حصل فيها نحو 25 ألف مهاجر على أوراق الإقامة، تظل ليبيا البلد المغاربي الأكثر جذبا للمهاجرين بسبب حدودها الشاسعة وغير المراقبة. وتقول الاممالمتحدة إن 4700 شخص على الأقل قضوا أو فقدوا هذا العام اثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط، انطلاقا من البلدان المغاربية بالأساس في اتجاه أوروبا. وانعقدت الدورة الرابعة لهذا المنتدى السبت والأحد في مدينة طنجة شمال المغرب بحضور أكثر من 500 مشارك من أكثر من عشر دول إفريقية وأوروبية، وممثلين عن جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان، والنقابات، ومنظمات المهاجرين المغاربيين ومن جنوب الصحراء والساحل. وسبق أن انعقد هذا المنتدى في بروكسل سنة 2010، ومدينة وجدة (شرق المغرب) في 2012 ومدينة مناستير (تونس) في 2014. (صحراء ميديا)