اتخذت علاقات السودان بدول الخليج بصفة عامة والإمارات العربية المتحدة بوجه خاص، منحا جديدا خلال السنوات الأخيرة، نحو التعاون والتقارب في شتى المجالات . لم تكن الإمارات العربية ملجأ للسودانيين من فراغ، فطبيعة العلاقة بين الطرفين، تختلف عن أي علاقة بدولة أخرى، ويعود الفضل في ذلك، للمغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي هيأ بيئة صالحة لنمو هذه العلاقة وتطورها، ودفع بمشاريع ومساعدات عينية ومادية، شكلت أرضاً خصبة لإنبات علاقة متميزة بين السودان والإمارات . بدأت هذه العلاقة الفريدة والمتميزة منذ مطلع سبعينات القرن الماضي، في مناخ صالح ابتدره الشيخ زايد، بمشروع طريق هيا بورتسودان، الذي يربط ولايات السودان المختلفة بمينائها الرئيسي، ثم توالت المشاريع بأريحيتها المعروفة مع تبادل الخبرات، ليتأسس عقل جمعي لدى السودانيين، يؤكد علاقة حب واحترام متبادل مع شعب الإمارات . وأجمل ما في الأمر أن سياسة دولة الإمارات بعد رحيل زايد اختطت المنهج ذاته ولم تحد عنه، وكثيرمن المشاريع الإماراتية في السودان التي دفع بها مواطنون إماراتيون أطلقوا عليها اسم الشيخ زايد تيمناً بتاريخ الرجل وإسهامه المعروف وسوف تشهد الفترة المقبلة طفرة على مستوى تلك العلاقات خاصة على الصعيد الاقتصادي حيث أبدت دول الخليج، خاصة الإمارات، اهتماما كبيرا بالاستثمار في السودان شهدت العلاقات بين الإمارات والسودان تطورا مطردا – خاصة في السنوات الأخيرة – وانعكس ذلك علي حجم التجارة والاستثمار بين البلدين، حيث ارتفع حجم الاستثمارات الإماراتية في السودان لتصل إلى قرابة 5 مليارات دولار، وساهم في ذلك مشاركة القطاع الخاص الإماراتي في المشاريع الاستثمارية، والتي شملت مختلف القطاعات الاقتصادية الصناعية والزراعية والخدمية. ويحتل السودان موقعا متقدما في التبادل التجاري مع الإمارات في قيمة التجارة غير النفطية لأبوظبي مع الدول العربية، كما أصبحت دولة الإمارات شريكا تجاريا مهما للسودان. حيث شهدت في الفترة الأخيرة تطوراً متسارعاً، يسعى نحو تحقيق الشراكة الاقتصادية، ويدلل على حجم تلك العلاقة بقفز التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو ملياري دولار، بما يمثل ارتفاعاً بنسبة 600% – وقدمت الإمارات العديد من المساعدات الاقتصادية للسودان، إما في شكل منح أوقروض ميسرة، وذلك إسهاما في مشروعات التنمية، وكان آخرها وديعة قدرها 500 مليون دولار قدمتها أبوظبي لبنك السودان المركزي، للمساهمة في دعم الاقتصاد السوداني. الدور المهم الذي لعبته دولة الأمارات العربية المتحدة وقيادتها الحكيمة الذي أدى لرفع جزئي للحظر الاقتصادي عن السودان. الأمارات كان لها دور مهم ومشهود في رفع هذه العقوبات وأن دورها واستثماراتها في السودان قد تواصلت وأنه برفع هذا الحصار سوف تتواصل اكثر واكثر.