الاربعاء 21 يونيو 2017 توصلت فرنسا إلى اتفاق مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بخصوص مشروع القرار الذي تقدمت به باريس إلى مجلس الأمن الدولي بخصوص نشر قوة عسكرية مشتركة ستشكلها مجموعة الخمس لدول الساحل الأفريقي، وهو القرار الذي سبق أن تحفظت عليه واشنطن. ومن المنتظر أن يصوت مجلس الأمن اليوم الأربعاء على قرار إنشاء هذه القوة المشتركة ونشرها في منطقة الساحل الأفريقي لمحاربة "الإرهاب والتهريب". وأوضحت المصادر أن التصويت سيتم بعدما توصلت فرنسا إلى اتفاق مع الولاياتالمتحدة على الصيغة النهائية للقرار الذي سيرحب بموجبه مجلس الأمن بنشر القوة الافريقية ولكنه لن يمنحها تفويضا أمميا كاملاً. وكانت فرنسا قد تقدمت قبل أسبوعين بمشروع قرار يقضي بنشر هذه القوة ومنحها تفويضا من الأممالمتحدة لاستخدام كل الوسائل الممكنة لمحاربة الارهاب وعمليات الاتجار في المخدرات والبشر، إلا أن الولاياتالمتحدة عارضته ورأت أنه يفتقر للدقة ودعت إلى الاكتفاء بإصدار بيان من المجلس. ويرحب مشروع القرار الجديد بنشر قوة "مجموعة خمسة بالساحل" إلا أنه لا يشير إلى الفصل السابع لميثاق الأممالمتحدة والذي يجيز استخدام القوة. وسبق أن اتفق قادة الساحل (موريتانيا، مالي، النيجر، تشاد وبوركينافاسو) في شهر فبراير الماضي على تشكيل قوة عسكرية مشتركة تتشكل من 5 آلاف جندي، ولكنهم عادوا في اجتماع بالمملكة العربية السعودية الشهر الماضي إلى رفع العدد إلى الضعف (10 آلاف جندي). وتواجه القوة العسكرية المنتظرة عراقيل كبيرة في مقدمتها التمويل، إذ أعلن الاتحاد الأوروبي أنه يلتزم بخمسين مليون يورو، فيما تشير تقديرات الحكومة المالية إلى أن تشكيل القوة سيكلف 400 مليون يورو. ومن المنتظر أن يناقش تمويل وتشكيل القوة العسكرية المشتركة في الساحل، خلال قمة لقادة المجموعة ستنعقد يوم 02 يوليو المقبل في العاصمة المالية باماكو، وهي القمة التي سيشارك فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وتواجه منطقة الساحل الأفريقي تحديات أمنية كبيرة، خاصة بعد أن توحدت بعض الجماعات المسلحة في تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين" وتصاعد وتيرة الهجمات، خاصة في دولة مالي التي سبق أن احتلت القاعدة وحلفاءها نصف أراضيها عام 2012. وتنتشر في مالي قوات أممية تقارب 5 آلاف جندين وقوات فرنسية تزيد على 4 آلاف جندي، ولكن الوضع الأمني فيها متدهور بشكل كبير، ما جعل فرنسا تدفع بقوة نحو تشكيل قوة عسكرية مشتركة للحد من خطر الجماعات الإسلامية المسلحة التي تنشط في المنطقة، وخاصة في الشريط الحدودي بين ماليوالنيجر وبوركينافاسو. المصدر:(صحراء ميديا)