عقد الجانبان الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة أمس بأديس أبابا، اجتماعاً منفصلاً بشأن السودان استمر لساعات طويلة، أجريا خلاله تقييماً شاملاً للانتخابات التي جرت أخيراً، فيما ينعقد اليوم الاجتماع الموسع، الذي يضم إلى جانب الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والمؤتمر الإسلامي والجامعة العربية ومصر وعدداً من دول الجوار. وبحسب السفير أكوي بونا ملوال نائب رئيس بعثة السودان بأديس، فإن الاتحاد الأفريقي والأمموالمتحدة قررا في ختام اجتماعهما أمس، لعقد اجتماع تنسيقي في الخرطوم عقب تشكيل الحكومة المنتخبة لبحث ترتيبات المرحلة المقبلة، وأضاف أكوي ل «الرأي العام» أن الاجتماع أشاد من خلال بيان صحفي بالعملية الانتخابية، وطالب بضرورة استصحابها في المراحل اللاحقة كافة، بجانب أهمية استكمال بنود اتفاقية السلام الشامل وحل قضية دارفور، ودعا البيان إلى الإسراع لتحريك عملية التسوية السياسية بالدوحة وتنشيط الحوار الدارفوري واستصحاب حملة السلاح، وطالب بأهمية أن يستكمل سلام دارفور قبل حلول موعد الاستفتاء، وأوضح أكوي أن وفد السودان برئاسة د. أمين حسن عمر أجرى على هامش المشاورات لقاءات مع عدد من الأطراف الدولية أبرزهم سكوت غرايشون المبعوث الأمريكي وإبراهيم قمباري الوسيط المشترك ل (يونميد). وقال إن وفد السودان جدد خلال اللقاء تأكيدات الحكومة والتزامها بتنفيذ ما تبقى من اتفاقية نيفاشا والاستمرار في مباحثات الدوحة، وأضاف أن الوفد طالب المجتمع الدولي بمساندة السودان في الخطوات المتبقية كافة خاصة مباحثات السلام في الدوحة. وأشار أكوي إلى أن ثامبو إمبيكي رئيس لجنة حكماء أفريقيا سيقدم اليوم أمام الاجتماع الموسع تقريره الشامل حول التطورات كافة في السودان. من ناحية ثانية كَشَفت مصادر دبلوماسية بالجامعة العربية عن سعي الجامعة إلى تنظيم مؤتمر لإعادة إعْمار جنوب السودان تحت عنوان (جوبا 2)، ومن المقترح أن تَستضيفه مملكة البحرين. وفي الأثناء حَذّر السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية من تقسيم السودان، وقال «إنّه سيضعف أفريقيا ويُؤثِّر على استقرار المنطقة كلها خَاصةً دول جوار السودان»، ودَعَا للحفاظ على وحدته وإنجاح استفتاء تقرير المصير المقرر في مطلع العام المقبل. وقال بن حلي، في تصريحاتٍ صحفية أمس، إنّ الجامعة العربية ستعمل من خلال اجتماع أديس أبابا مع المنظمات المشاركة على إنجاح الاستفتاء لوحدة السودان في إطار جعل الوحدة جَاذبةً، ولفت إلى أنّ الجامعة ستحترم إرادة السودانيين مهما كَانَت.