( صلاح شكوكو ) بعض نجومنا الرياضيين وربما كثيرون منهم لا يؤدون واجباتهم الدينية كما ينبغي ولا يهتمون برمضان وصيامه ، وقيامه حتى خيّل لهم و للكثيرين منا وكأن عدم الانضباط وعدم الالتزام قرين بالنجومية .. بل وكأن النجومية هي في جوهرها ان تفعل ماتريد وقتما تريد و كيفما تريد بلا ضابط ديني ولا أخلاقي .. او كانها حالة فوضوية تبرر كل الافعال كيفما تكون !!!! .... ربما تجد من يقول لك أن هذه مسالة شخصية .. بينما واقع الحال يفترض عكس ذلك ... فاللاعب في مقام النجومية يُعتبر قدوة لغيره .. لذا كان حري به ان يلتزم جانب الانضباط في سلوكه العام والخاص . باعتباره تجاوز الحالة الشخصية ليصبح حالة عامة . اضافة الى ان اللاعب ( النجم ) يظل دوما في بؤرة اهتمام الاخريين ... محاطا بعيون الناس وفضولهم ومن الطبيعي ان يكون دائما في مقام الاستقامة والخلق الحميد .. طالما كان مرصود الحركة والقول . وقبل هذا وذاك لا بد له كفردٍ مسلم ان يكون ملتزماً يؤدى فروضه وواجباته الدينية بشيء من الانضاط ... إلا ان واقع الحال يقول غير ذلك حيث لا شكر لله على مقام النجومية التي منحها اياهم .. ( الا من رحم ربي ) ... ولقد لاحظت ان معدل الالتزام الديني بين اللاعبين في ادني مستوياته .. والملتزمون بينهم قلة ... بل يعتبر الملتزمون صفوةً يُشار اليهم بالبنان .. ففي كل ناد هم بضع من الكل وربما كانوا مثار نوع من الإستخفاف والسخرية في أحايين كثيرة ..وهذا في حقيقة الأمر نوع من الغفلة التي يعاني منها الكثيرون .. وكأن الإنضباط سلوك لا ينسجم مع الرياضة ونجوميتها . وللأسف الشديد هناك من لا يصلّون ومنهم من لا يدخل المسجد حتى في ايام الجمع ومنهم من يجمع الصلوات كلها في صلاتين او واحدة ان اداها .. ومنهم من يجاهر بذلك .. وكأن النجومية قد عفتهم من ذلك الالتزام الديني .. وياله من التزام ... او ربما تكاسلوا عن ذلك حتى دخلوا دائرة الغرور والعزة بالاثم ثم المجاهرة بذلك وربما الاستهزاء .... هنا لا نعمم لكن اكثرهم كذلك للأسف الشديد .. ولقد شاهدت مرة بأم عيني لاعبي منتخب دولة شقيقة ( .. ) و قد أدوا جميعا مباراة دولية نهارية وهم صيام عدا واحد وإستفزني شربه للماء مختبئا .. لكنني حينما علمت أنه نصراني خبأ فيض إستغرابي ... بينما ما زلت اذكر من كانوا لا يصومون رمضان ومبارياتهم ليلا .. بحجة المحافظة على اللياقة وكأن الصوم ينقصها وقد حارب المسلمون الأوائل ببدر وهم في رمضان وفي رمضاء مكة دون سؤال عن لياقة . ولعلي انتهز هذه السانحة الكريمة في حضرة هذا الشهر الفضيل شهر الرحمة والمغفرة والعتق .. لادعو نفسي اولا .... ثم بعد ذلك اولئك الغافلين من النجوم والرياضيين عموما (( وليتهم كانوا نجوما بحق )) أدعوهم للأوبة الى الله والالتزام بنهجه المتين ... صلاة ومذاكرة ومدارسة للقرآن ذلك ان الدنيا عرض زائل والنجومية وهج آفل والعمر مهما طال فهو محدود ولن يبقى منه الا العمل الصالح وسنترك الدنيا وزخرفها و لو بعد حين .. فتعالوا بنا اخوتي لأن نجعل من الشهر الكريم هذا مناسبة نحاسب فيها انفسنا .. ونراجع فيها درجاتنا في ميزان الخالق .. ودعونا نعتبرها لحظة مواتية لمحاسبة الذات .. ولتكن لحظة ميلاد جديد .. ولنكن نجوما في سماء الطاعة والالتزام ... وليكن المصحف بين ايدينا دونما هجران ( ودستورا يهدينا ) .. ولتكن الصلاة فوق كل عمل وقبل كل مران أو مباراة .. والله ... اكبر من كل امر .. وليكن رمضان شهر طاعة نخلص فيه لله ... ذلك ان كل عمل ابن آدم له الا الصوم فأنه لله والله يجزي به خير الجزاء ... وحتى نتذوق حلاوة الطاعة وطعم العبادة لابد ان نقرن اعمالنا بالاخلاص وصدق النوايا .. ليسدد الله خُطانا ويوفقنا في الدنيا والآخرة . والصلاة اخي الرياضي هي عماد الدين وحبله المتين فلا تلهيك ملذات الحياة ونظرات الإعجاب عنها ولا التمارين والمباريات والمغريات والملاهي وجلسات المعجبين وصيحات الغافليين .. ولا بارك الله في عمل تركت من أجله الصلاة . . .. فنوّروا حياتكم بنور الله واشعلوا مصابيح نجوميتكم بنور طاعته وبركته صياما وقياما وحسن خلق . وما هذا الإعجاب والصخب إلا زخرف آفل .. يتبدد مع الأيام ثم يتوه خلفها سرابا .. حينها يتجرد النجوم من كل شيء الا العمل الصالح ورصيده في بنك التقوى .. فاجعلوا رصيدكم لدار لا تعرف النجوم . آملين أن نسمع أن لاعبا قد سافر لأداء الحج أو إعتذر عن مباراة بسبب السفر للعمرة .. (( بينما الكثيرون يسافر بإسم العمرة لأشياء أخرى )) نتمنى أن نسمع أن لاعبا ما قد تأخر عن التمرين قليلا لأنه كان يؤدي صلاتة أو نحو ذلك . بل نتمنى أن نرى لعبا وقد أمّ زملاءه في الصلاة وقرأ تلاوة مما يحفظ .. أو أن لاعبا ما قد ختم المصحف في معسكره . وفقنا الله واياكم لما فيه الخير ولا تنسونا من الدعاء .. ولا خير فينا إن لم نقلها ---------------------------------- ملء السنابل تنحني بتواضع .... والفارغات رؤوسهن شوامخ ---------------------------------- صلاح محمد عبد الدائم ( شكوكو ) [email protected]