مدخل : أصبح الأمن الغذائي يشكل هاجسا كبيرا علي نطاق العالم وفي دول العالم الثالث على وجه الخصوص مما دفع المنظمات العالمية وخاصة منظمة الأغذية والزراعة العالمية أن تدق ناقوس الخطر منبهة المجتمع الدولي للتحوط لهذه المشكلة خوفا من حدوث مجاعات في العديد من الدول كما طالبت كل الحكومات بالاهتمام بالقطاع الزراعي والعمل علي زيادة مخزونها من الحبوب. والسودان كواحد من البلاد الزراعية والتي يعّوول عليها الإسهام في توفير الغذاء للعالم إلا أنه أخذ في الآونة الأخيرة يواجه العديد من المشاكل والصعاب في المجال الزراعي وبصورة خاصة ضعف الاستثمار المحلي والأجنبي فى القطاع الزراعى وتدهور البنيات الأساسية لهذا القطاع ، إلى جانب ضعف التمويل المحلي للمزارعين وما أفرزه ذلك من عقبات واجهت المزارعين ودفعت بالكثير منهم في اتجاه الإعسار مما شكل عائقا مباشرا وكبيرا للإنتاج الزراعي بالبلاد وقلل من إنتاجية المحاصيل خاصة في الموسم الماضي. والآن وموسم العروة الصيفية على الأبواب والاستعدادات قد بدأت للزراعة خاصة في القطاع المطري ، وفي محاولة للوقوف علي حقيقة الموقف بصورة شاملة التقى المركز السوداني للخدمات الصحفية بعبد الحميد آدم مختار الأمين العام لاتحاد مزارعي السودان في حوار شامل تناول من خلاله الاستعدادات التي تمت والمعوقات والصعوبات التي تواجه المزارعين إلى جانب المردود من إنتاج الموسم الشتوي والذي سجل نجاحاً خاصة في ولايتي نهر النيل والشمالية فإلى مضابط الحوار.. إنتاجية جيدة للموسم الشتوي بدءًا سألنا الأمين العام لاتحاد مزارعي السودان عن موقف الإنتاج بالموسم الشتوي لهذا العام والذي انتهت عمليات حصاده فقال: إن إنتاجية الموسم الشتوي سجلت معدلات عالية نسبيا في المناطق الرئيسة وهي ولايتي الشمالية ونهر النيل خاصة محصول القمح بينما كانت الإنتاجية متوسطة في مناطق وسط السودان في مشاريع الرهد، السوكي ومشاريع النيل الأبيض والتي زرعت بمحاصيل الحبوب الزيتية وأضاف بأنه قد تمت خلال الموسم الشتوي تجربة زراعة القمح بمشروع سندس الزراعي بولاية الخرطوم وأعطت التجربة نتائج جيدة ومشجعة وسيتم التوسع في زراعة القمح بالمشروع في الموسم القادم. وقال إن إسهام البنك الزراعي السوداني في تمويل الموسم الشتوي قد ساعد كثيراً في نجاح الموسم وتحقيق إنتاجية من القمح أفضل من الموسم الماضي معرباً عن أمله في أن يستمر تمويل البنك الزراعي ليشمل كل المحاصيل الشتوية بهدف التوسع في زراعتها وتحقيق إنتاجية أكبر. الإعداد للعروة الصيفية وحول الإعداد لزراعة محاصيل العروة الصيفية خاصة مناطق الزراعة المطرية أوضح الأمين العام لاتحاد مزارعي السودان أن الإعداد للموسم سار بصورة جيدة وأن المساحات المستهدفة هذا الموسم بمناطق الزراعة الآلية المطرية بلغت حوالي 12 مليون فدان بالإضافة إلى 200 ألف فدان في مشاريع الحرقة ونور الدين والقسم الجنوبي بمشروع الجزيرة. وأشار إلى أن هنالك 100 ألف فدان بمناطق الزراعية الآلية سيطبق فيها هذا الموسم نظام الحزم التقنية بصورة كاملة ، موضحا بأنه قد تم توفير المعدات والمدخلات الزراعية الخاصة بموسم العروة الصيفية حيث وصل حتى الآن 300 تراكتور من جملة 1000 تراكتور سيتم توزيعها للمزارعين إلى جانب المدخلات الأخرى مشيراً إلى أن هذه المدخلات تم توفيرها بمساهمة من البنك الزراعي وديوان الزكاة ووزارة المالية الاتحادية وبعض المصارف التجارية ، وقال بالرغم من أن هذا التمويل غير كافٍ إلا أنه أسهم بصورة فاعلة في دعم الزراعة بالمشاريع الآلية المطرية والمشاريع المروية. المشاكل والمعوقات وبالنسبة للمشاكل والمعوقات التي تواجه القطاع الزراعي بوجه عام قال عبد الحميد آدم مختار الأمين العام للاتحاد هناك مشاكل رئيسية تواجه الزراعة بالسودان تتمثل في إهمال هذا القطاع بالرغم أن اكثر من 80% من سكان السودان هم مزارعون، إلى جانب ضعف التمويل المخصص للقطاع من قبل الدولة وانعدامه تقريباً من القطاع الخاص، وهذا الوضع أدى إلى ضعف إنتاجية الفدان وبالتالي ارتفاع تكلفة الإنتاج وعدم مقدرة المنتجات الزراعية السودانية من المنافسة خارجياً ، يضاف إلى ذلك النزاعات التي تحدث أحياناً في مناطق الزراعة الآلية خاصة الحدودية منها. إعسار المزارعين وفيما يتعلق بإنفاذ قرار رئيس الجمهورية الخاص بوقف ملاحقة المعسرين من المزارعين وأثر ذلك على مسار العمل الزراعي أكد أمين عام اتحاد مزارعي السودان ان القرار الرئاسي قد نفذ بصورة كبيرة حيث استجابت المصارف للقرار وأسرعت في تنفيذه مما أسهم كثيراً في استقرار المزارعين واتجاههم نحو التحضير والتجهيز لموسم العروة الصيفية خاصة بمناطق الزراعة الآلية والتي تشهد الآن نشاطاً واسعاً من قبل المزارعين وعمال الزراعة بالمشاريع وأعرب عن أمله في أن يشهد هذا الموسم معدلات عالية من الأمطار وبالتالي يحقق إنتاجية عالية تفي بتوفير الغذاء لأهل السودان وتصدير ما يفيض لدول الجوار. مردود الشراكة في مشروعي الرهد والسوكي وحول مردود الشراكة المبرمة بين الحكومة وشركة سكر كنانة والتي تولت بموجبها الشركة أمر مشروع الرهد، ومشروع السوكى إشرافاً وتمويلاً أشاد الأمين العام لاتحاد مزارعي السودان بأتفاق الشراكة وقال إنه حقق مردوداً كبيراً بالنسبة لإعادة تأهيل وتطوير المشروعين وإعادة تأهيل البنيات التحتية الأمر الذي سيزيد من الإنتاجية ويحقق فوائد مادية كبيرة ومباشرة للمزارعين ، وأضاف بالقول : إننا نسعى لإدخال هذه التجربة في مشروع الجزيرة ومشاريع النيل الأبيض وذلك انطلاقاً من خبرة شركة سكر كنانة الكبيرة في مجال الزراعة مشيراً إلى أنه قد تم الآن إدخال عينات جديدة من التقاوي تزرع لأول مرة بالسودان بمشروعي الرهد والسوكي.