أوضح وزير الدفاع الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف رئيس اللجنة الأمنية العليا المكونة من القوات المسلحة وقوات الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات وقوات الدعم السريع، أن اللجنة حذرت رئاسة الدولة من خطورة الوضع وظلت تضع البدائل إلا أنها كانت تصطدم بالإصرار على الحلول الأمنية، وأعلن في بيانه اليوم إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسين. وقال إن اللجنة الأمنية العليا نبهت وحذرت من خطورة ما جرى ويجري من أحداث بالقرب وحول القيادة العامة للقوات المسلحة وما ظهر من بوادر إحداث شروخ في مؤسسة عريقة. وأضاف أن اللجنة ظلت تكرر وتضع البدائل وتطالب بها حتى اصطدمت بعناد وإصرار على الحلول الأمنية، رغم قناعة الكل بتعذرها واستحالتها وكان تنفيذ هذه الحلول سيحدث خسائر كبيرة لا يعلم عددها وحدودها ونتائجها إلا الله. واستطرد قائلا “اللجنة تتابع ومنذ فترة طويلة ما يجري بمؤسسات الحكم بالدولة، من سوء الإدارة، وفساد في النظم، وغياب عدلي في المعاملات، وانسداد للأفق أمام كل الشعب خاصةً الشباب، فازداد الفقير فقراً، الغني غنىً، وانعدم حتى الأمل في تساوي الفرص لأبناء الشعب الواحد وقطاعاته المختلفة”. وأبان أن أفراد المنظومة الأمنية عاشوا ما عاشه فقراء الشعب وعامته رغم تعدد وتنوع الموارد التي تجود بها بلادنا، وزاد بقوله “ورغم تلك المعاناة والظلم البائن والوعود الكاذبة فقد كان صبر أهل السودان فوق تحمل البشر”، وأشاد بالشعب الذي كان مسامحاً وكريماً رغم ما أصاب المنطقة وبعض الدول، مبينا أن الشعب السوداني تخطى تلك المراحل بمهارة وحكمة أبعدت عنه التفكك والتشرذم والفوضى والانزلاق إلى المجهول. وأشار إلى خروج الشباب في تظاهر سلمي عبرت عنه شعاراته منذ 19ديسمبر2018م وحتى الآن، حيث الأزمات المتنوعة والمتكررة والاحتياجات المعيشية والخدمات الضرورية، ولفت إلى أن النظام لم ينتبه بل ظل يردد الاعترافات المضللة والوعود الكاذبة ويصر على المعالجة الأمنية دون غيرها. وأعلن اعتذار اللجنة الأمنية العليا عن ما وقع من خسائر في الأنفس وترحم على الشهداء وتمنى الشفاء للجرحى والمصابين سواء من المواطنين أم الأجهزة الأمنية، وقال في هذا الخصوص “إن كل منسوبي تلك المنظومة الأمنية حرصوا كل الحرص على إدارة الأزمة بمهنية وكفاءة واحترافية رغم بعض السقطات”.