انطلقت بمدينة جوبا أمس فعاليات مؤتمر الحوار «الجنوبي - الجنوبي» تحت شعار: (جنوب السودان متحد من أجل استفتاء حر ونزيه وشفاف)، بمشاركة علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية وعدد كبير من الأحزاب الجنوبية ومنظمات المجتمع المدني، إلى جانب شخصيات من المجتمع الدولي ممثلة في الرؤساء السابقين لكل من كينيا وتنزانيا وجنوب أفريقيا. وجدّد الفريق أول سلفا كير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية، تأكيداته بالمضي قُدُماً في إنفاذ اتفاقية السلام الشامل حتى نهايتها، مؤكداً حرص حكومته على قيام الاستفتاء المقبل في أجواء نزيهة وشفافة. وقال لدى مخاطبته أمس الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار «الجنوبي - الجنوبي»بجوبا، بحضور علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية، إنّ المؤتمر فرصة سانحة لتبادل الآراء بين القوى السياسية الجنوبية حول مستقبل جنوب السودان على ضوء إجراء الاستفتاء، داعياً الأحزاب الجنوبية لتناسي خلافاتها السياسية والعمل على تقوية الصف الجنوبي لمواجهة التحديات. وتعهّد سلفا كير بإجراء الاستفتاء في جو حر وشفاف، مشيراً الى اللقاءات التي ظل يجريها مع مختلف الأحزاب والتنظيمات السياسية بالجنوب، فَضْلاً عن إعلانه العفو عن المنشقين من الجيش الشعبي، وأضاف:(كل هذا العمل الذي نقوم به يهدف الى تهيئة الأجواء للاستفتاء). وجدّد سلفاكير الالتزام باستدامة السلم وعدم العودة للحرب مرة أخرى، وتعهد بحماية الشماليين في الجنوب، وقال إن حمايتهم ستكون مسؤوليتي أياً كانت نتيجة الاستفتاء. وأضاف أن الجنوب مفتوحٌ أمام كل الأحزاب للتبشير ببرامجها، مُشيراً الى وفود المؤتمر الوطني التي جابت ولاية شرق الاستوائية والولاية الاستوائية الوسطى للتبشير وتبصير المواطنين بأهمية الوحدة. من جهته وصف طه، مؤتمر الحوار «الجنوبي - الجنوبي» بأنه يُعد خطوة متقدمة في توحيد رؤى ومواقف القوى السياسية الجنوبية حيال التحديات الماثلة التي يواجهها الجنوب بصفة خاصة والسودان على وجهٍ عامٍ. وأوضح طه لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية، أن المؤتمر يُحظى بمتابعة واهتمام من كل السودانيين في الشمال والجنوب. وأضاف أنه بالرغم من أن المؤتمر اقتصر على قيادات القوى السياسية الجنوبية، إلاّ أنّ مخرجاته سيكون لها صدى واسع على الساحة السياسية السودانية بأثرها. وعبّر طه عن أمله في أن تخرج توصيات المؤتمر على وجه يُعزّز مسيرة السلام والاستقرار في السودان، مُبيناً أن المؤتمر يمثل علامة تشهد أن وحدة الكلمة والصف هي الطريق الأمثل لتطور المجتمعات. وأعرب طه عن أمله في أن يكون مؤتمر الحوار «الجنوبي - الجنوبي» بداية لطريق طويل ومتسع يشمل كل القوى السياسية بالبلاد، مُشيراً إلى التحديات التي يواجهها السودان في الفترة المقبلة، وجَدّد إلتزام الحكومة بإجراء الاستفتاء في موعده حسبما نصّت عليه اتفاقية السلام الشامل على نحو حر وشفّاف. ووصف عملية الاستفتاء بأنها ليست غاية في حد ذاتها، وإنما ينبغي النظر إليها باعتبارها خطوة ضرورية لتعزيز السلام والاستقرار في البلاد، وأضاف: «الاستفتاء حدث تاريخي فريد ليس له مشابه قريب في الساحة الافريقية»، وزاد: «من واجبنا إجراءه بجدارة»، ولفت الى أن الأمة السودانية تمتلك رصيداً ضخماً من الإرث التاريخي وتاريخاً ناصعاً في الممارسة السياسية قادر على العبور بها فوق الحواجز والتحديات، وأضاف ان تاريخنا يضمن لنا القدرة للتغلب على التحديات. وقال طه، إنّ الطريق للاستفتاء يحتاج الى تجديد الدواخل الإيمانية والنفسية والعقلية للخروج من دائرة تصفية الحسابات السياسية واجترار الإحن، وإلى التعايش والتصافي وتبادل الاحترام بين أبناء الوطن الواحد، وزاد: «يجب علينا أن نحفظ علاقتنا ومصالحنا أياً كانت نتيجة الاستفتاء»، وأشار إلى أن ما تَمّ الاتفاق عليه بجوبا مع سلفا كير بشأن ضبط النفس ووقف التراشق الإعلامي يُصب لصالح تهيئة الأجواء وبناء الثقة لاستدامة السلام وتحقيق الاستقرار، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق وجد ترحيباً من الرئيس عمر البشير.