تلقى السيد رئيس الجمهورية دعوة من العقيد معمر القذافي للمشاركة في القمة الإفريقية الأوروبية الثالثة التي ستعقد في الجماهيرية خلال الفترة من 29-30 نوفمبر وقد قام بنقل هذه الرسالة إلى القيادة السودانية السيد محمد طاهر سيالة أمين التعاون بالخارجية الليبية بتاريخ 9 يوليو 2010م. قبل ثلاثة أيام من انعقاد القمة أجرى مسئول ليبي رفيع اتصالاً بالسيد وزير رئيس الجمهورية نقل فيه إليه تحفظات الجانب الأوروبي حول مشاركة السيد الرئيس في القمة. نقل السيد وزير رئاسة الجمهورية للمسئول الليبي قرار حكومة السودان بالمشاركة في هذه القمة على مستوى رئيس الجمهورية طالما أن ليبيا قد قدمت الدعوة رسمياً له وطالما أن هذه المشاركة تأتي في إطار عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي الطرف الأساسي في هذه القمة وأن السودان غير معنى بأي موقف يتخذه الجانب الأوروبي. في نفس اليوم المقرر لسفر السيد الرئيس للمشاركة في القمة تلقى السيد وزير رئاسة الجمهورية اتصالاً من المسئول الليبي الرفيع نقل فيه إليه أن ليبيا ترحب بالسيد الرئيس يوم 30/11/2010م أي بعد انتهاء انعقاد القمة الإفريقية الأوروبية. إن السودان يعتبر الموقف الأوروبي من مشاركة السيد الرئيس في القمة الإفريقية الأوروبية استهانة بمشروعية الاتحاد الإفريقي واستقلالية قراره وهو ما يتسق مع العقلية الاستعمارية التي ما تزال تنظر بها أوروبا إلى إفريقيا، كذلك فإن هذا الموقف ينطوي على نفاق سياسي لأن دول الاتحاد الأوروبي تطلب من السيد رئيس الجمهورية تنفيذ اتفاقية السلام الشامل في الوقت الذي تضع فيه العراقيل أمام مشروعيته التي أسسها الشعب السوداني من خلال انتخابات حرة ونزيهة ومراقبة دولياًن كما أن النفاق السياسي يتمثل في أن الدول الأوروبية تبعث بسفرائها لتقديم أوراق اعتمادهم من قبل رؤسائهم إلى السيد رئيس الجمهورية في ذات الوقت الذي يعملون فيه على الانتقاص من مشروعيته. إن هذا الموقف أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه عدوان على الاتحاد الإفريقي مثلما هو عدوان على السودان وينسف فكرة الحوار والتعاون بين إفريقيا وأوروبا من أساسها. إن السودان يعتز بدوره ومكانته الرائدة في إفريقيا ويثمن عالياً الموقف الإفريقي الداعم والمتضامن معه في وجه محاولات فرض الهيمنة على إفريقيا من خلال مؤسسات استعمارية مشبوهة مثل محكمة الجنايات الدولية. إزاء هذه الملابسات فقد قرر السودان الانسحاب من القمة الإفريقية الأوروبية الثالثة وعدم المشاركة فيها على أي مستوى وأنه غير معني بنتائجها ويحتفظ لنفسه باتخاذ الإجراءات والمواقف المناسبة لحفظ حقوقه وسيادته.