رَحّبت الحكومة بزيارة د.عصام شرف رئيس الوزراء المصري الذي يصل الخرطوم غداً في أول زيارة رسمية له خارج البلاد بعد إنتصار الثورة الشعبية في مصر، يرافقه ثمانية وزراء وعددٌ من كبار المسؤولين في الحكومة المصرية. ويضم الوفد المصري د. نبيل العربي وزير الخارجية، المهندس حسن يونس وزير الطاقة والكهرباء، فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، د. أيمن فريد وزير الزراعة وإستصلاح الأراضي، د. مهندس حسين العطفي وزير الموارد المائية والري، د. عمر عزت سلامة وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا، د. سمير الصياد وزير الصناعة والتجارة الخارجية والمهندس عاطف عبد الحميد وزير النقل. وقال خالد موسى الناطق بإسم الخارجية امس، إن الزيارة تكتسب أهمية تاريخية ملموسة لأنها تُعبِّر عن توجهات القيادة المصرية بعد الثورة حول تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين وضرورة النهوض بها وترقيتها ووضعها في المسار الصحيح، وفاءً للتاريخ المشترك، وتحقيقاً للمصالح الحيوية للشعبين الشقيقين، وتأكيداً للمصير والوجهة المشتركة. وأشار إلى أن زيارة الرئيس عمر البشير إلى القاهرة كانت أول زيارة لرئيس عربي بعد الثورة، وأن زيارة د. عصام شرف رئيس الوزراء المصري تأتي كأول زيارة رسمية لرأس الحكومة المصرية للخارج مما يعكس الإحساس المشترك بخصوصية العلاقة. وتلتئم بقاعة الصداقة غداً، جلسة المشاورات المشتركة برئاسة علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية، ود. عصام شرف رئيس الوزراء المصري، ووفدي الجانبين لبحث القضايا المشتركة والسبل الكفيلة بدفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب. وسيشرف سفراء المجموعة العربية والأفريقية مأدبة الغداء المقامة على شرف الوفد المصري بقاعة الصداقة. وسيجتمع الوزراء من الجانبين بنظرائهم لتعزيز سُبل التعاون وبحث القضايا المشتركة في وزاراتهم ومجال إختصاصهم. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية خالد موسى، انه من المؤمل ان يلتقي رئيس الوزراء المصري برؤساء وممثلي بعض الاحزاب خاصة حزب المؤتمر الوطني، الحزب الاتحادي الاصل، وحزب الامة القومي وآخرين. وتتويجاً للقاءات الرسمية يستقبل الرئيس عمر البشير، الوفد المصري ببيت الضيافة مساء الأحد للتفاكر والتباحث ومباركة ما ستسفر عنه المباحثات المشتركة بين البلدين. وأضاف موسى أن الوفد المصري سيشهد في محجر الكدرو صباح الإثنين بدء ترحيل (5) آلاف رأس من البقر إلى مصر كهدية من الرئيس البشير إلى الشعب المصري الشقيق، التي أعلنها أثناء زيارته الأخيرة إلى القاهرة، وسيغادر الوفد المصري إلى جوبا للقاء الفريق سلفا كير رئيس حكومة الجنوب وأعضاء حكومته، وأكّد موسى أنّ الزيارة ستفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. ويتابع شرف ، خلال زيارته لكل من الخرطوموجوبا، التي تستغرق ثلاثة أيام، تنفيذ مجموعة من مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية التى تنفذها الشركات المصرية بالسودان، من بينها اقامة محطات لتوليد الكهرباء والطرق والمستشفيات، والعمل على الانتهاء من مشروع قناة جونقلي ما يسهم في تحسين الاستفادة من مياه النيل. ويأتي على جدول أعمال الزيارة، فتح المجال أمام شركات القطاع الخاص المصرية للمشاركة فى مشروعات التنمية بجنوب السودان . كما سيتم طرح مجموعة من مشروعات التعاون فى مجالات الصناعة والنفط والغاز الطبيعي والنقل والمرافق والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، والمشاركة فى المعارض والأسواق الدولية، الى جانب قطاع الاتصالات وصناعة الأدوية والأمصال والمستحضرات الطبية، وتحقيق الاستفادة القصوى من نهر النيل لتسهيل حركة التجارة والنقل بين البلدين. وغادرت القاهرة صباح أمس طائرة على متنها رئيس الادارة المركزية بمجلس الوزراء، وعدد من المرافقين له، تمهيداً للزيارة المرتقبة لعصام شرف الى الخرطوموجوبا. من جانبه، أعرب سفير السودان بالقاهرة الفريق عبدالرحمن سر الختم عن تقديره لزيارة رئيس الوزراء ووفده الرفيع الى البلاد، فيما وصفه بالظرف الدقيق الذي تمر به المنطقة ما يقتضي التشاور والتنسيق. ولفت السفير ، في بيان له امس، الى أن مسألة العلاقات الأزلية بين البلدين ليست شعارا فحسب وانما هي «واقع تدعمه الحقائق والاحداث التي جرت في مراحل مختلفة من تاريخ البلدين، وتعاضدهما مع بعضهما البعض في أحلك الظروف وأصعب المواقف التاريخية المشهودة».