أعلنت روسيا استعدادها التام للتوسط بين الخرطوم وجوبا والإسهام في حل المشكلات العالقة إذا طلب منها ذلك. وقال ميخائيل بقدانوف نائب أول وزير الخارجية الروسي عقب لقائه الرئيس عمر البشير بالقصر الجمهوري أمس، إن موسكو لن تتدخل لكنها على أتم استعداد للعب دور الوسيط في إطار الاتصالات التي تُجرى بين الخرطوموموسكو وجوبا والأطراف الدولية الأخرى لحل المشكلات العالقة بين البلدين، وأضاف بقدانوف أن بلاده ظلت ولا تزال تدعم الشعب السوداني وقيادته السياسية على المستوى الدولي وداخل المؤسسة الدولية لإيجاد الحلول المناسبة لكل مشكلاته، وأكّد أنّ لقاءه مع البشير مثمرٌ، ووصف حديثه بالتركيز على أهمية تفعيل وتعزيز علاقات الصداقة بين البلدين بالمهم جداً، وقال إنه استمع إلى شرح للأوضاع في المنطقة الإقليمية على ضوء نتائج قمة أديس أبابا الأخيرة. من ناحية ثانية، تعقد اللجنة الوزارية السودانية الروسية الخميس 2 فبراير أولى اجتماعاتها بالخرطوم، وتَوقّع نائب أول وزير الخارجية الروسي أن يتم الاتفاق على جملة من الاتفاقيات ومشروعات التعاون المشتركة بين البلدين، وقال إن عدداً من الخبراء في البلدين شرعوا منذ يومين في تحديد المشروعات، ولفت إلى أن أكثر من عشر شركات روسية مختلفة تُشارك في الاجتماعات حالياً في إطار التعاون مع نظرائهم، ونَبّه إلى أن تعاوناً اقتصادياً وتجارياً واستثمارياً كبيراً سيتم بين البلدين خلال الفترة المقبلة، خاصة في مجالات: النفط والغاز والسكك الحديدية وبعض الأمور الأخرى ذات الأهمية المشتركة، وأكد بقدانوف أن البلدين ينسقان بشكل فَعّال في كل المجالات. وسيعقد بقدانوف لقاءً ثنائياً آخر اليوم مع علي أحمد كرتي وزير الخارجية وبعض المسؤولين الآخرين في الدولة لاستكمال ملفات التعاون. وفي سياق آخر، وصف بقدانوف اتهام بلاده بدعم النظام السوري ضد مواطنيه (بالاتهام المضحك)، وقال إن العلاقات بين روسيا ودمشق قديمة، وإن روسيا قدمت المساعدات لسوريا في نضالها ضد الاحتلال الإسرائيلي وتعزيز القدرة الدفاعية لها في حالة العدوان الخارجي، ونفى أن تكون موسكو قدّمت سلاحاً للحكومة السورية لاستخدامه ضد مواطنيها، وقال: نحن ملتزمون بالمتطلبات الدولية في إطار تصدير المعدات والسلاح للدول الأجنبية، وأيضاً ملتزمون بالاتفاقيات الدولية التي ينبنى عليها التعاون العسكري والفني بين الدول ذات السيادة، وأضاف: هذا موقف مبدئي ولا جديد فيه.