وصف السفير رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية مزاعم دولة جنوب السودان الإنسحاب من منطقة ابيي بأنه مزايدة سياسية, واستنكر تصريحات مسئولة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة القاضية بسوء الأوضاع الإنسانية بجنوب كردفان على حد زعمها. وأعرب رحمة الله فى حوار مع الاذاعه عن قلقه من نهج المفوضية السامية لتدعو الدول الأعضاء إلى التنبه إلى ما ينطوي عليه ذلك العمل، من تعميقٍ لعدم الثقة في المؤسسات الدولية التي تقوم ولايتها على إعلاء وحماية حقوق الإنسان. هذا وقد أصدرت البعثة الدائمة للسودان في جنيف بياناً استنكرت فيه تصريحات المفوضة السامية المتعلقة بالسودان. وفيما يلي نص البيان ظلت بعثة السودان الدائمة بجنيف تتابع بقلق بالغ النهج السياسي المستمر للمفوضة السامية لحقوق الإنسان السيدة/ نافي بيلاي في تناول قضايا السودان بما لا يتسق ولا يتوافق مع ولايتها التي تحكم وظيفتها الدولية التي تلزمها بالحياد والموضوعية وعدم التسييس. تابعت البعثة بإهتمام كل تصريحات المفوضة السامية المتعلقة بالسودان منذ إنفصال جنوب السودان حتي نشوب الأزمة الأخيرة التي تفجرت بإحتلال قوات جنوب السودان لمنطقة هجليج التي تقع داخل حدود السودان المعترف بها دولياً منذ 1/1/1956م وإحراق المنشآت البترولية فيها وإرتكاب مجزرة راح ضحيتها المئات ونتج عنها نزوح الآلاف من سكان المنطقة المدنيين الذين تشتتوا في العراء بعد أن أحرق جيش جنوب السودان قراهم وأتلف زراعتهم ونهب ماشيتهم وكل ما يملكون. وجد ذلك السلوك الإدانة من كل العالم بمنظماته الإقليمية والدولية بما فيها مجلس الأمن الدولي بإستثناء المفوضة السامية لحقوق الإنسان التي تجاهلت الحادثة وما نتج عنها من كارثةٍ إنسانية، كما تجاهلت من قبل إنجازات هامة حققها السودان في مجال حقوق الإنسان كان أهمها إعطاء حق تقرير المصير لجزءٍ من شعبه لإختيار مستقبله نتج عنه نشوء دولة جديدة علي جزءٍ عزيزٍ من أرضه وكان السودان أول المعترفين بتلك الدولة الوليدة. بعثة السودان إذ تجدد قلقها من النهج الذي تتبعه المفوضة السامية لتدعو الدول الأعضاء إلي التنبه إلي ما ينطوي عليه ذلك العمل من تعميقٍ لعدم الثقة في المؤسسات الدولية وعلي رأسها المفوضية السامية لحقوق الإنسان التي تقوم ولايتها علي إعلاء وحماية حقوق الإنسان وتشجيع جميع الدول علي إحترامها وحمايتها. الى ذلك اوضح السفير حمزة عمر احمد المندوب الدائم للبعثة الدائمة لجمهورية السودان بجنيف فى تصربح لسونا ان نافى بيلاى المفوضية السامية لحقوق الانسان في نهاية زيارتها لدولة جنوب السودان أدلت بتصريحاتٍ صحفية حيث ادعت أن القوات المسلحة السودانية استمرت في القصف الجوي لمناطق داخل أراضي دولة جنوب السودان . وقال مندوب السودان ان هذه الزيارة تأتي ضمن أجندة المفوضة السامية التي تسعى من خلالها لدعم حملتها الرامية لتجديد ولايتها لفترةٍ ثانية. الأمر الذي يتطلب التنسيق المتواصل مع بعثتنا الدائمة بنيويورك وسفارتنا بأديس ابابا لبذل أقصى جهد ممكن لإفشال إعادة إنتخابها، لما لمسناه منها من تحاملٍ علي السودان طيلة فترة الأربع سنوات التي قضتها في منصبها رغم جهودنا المكثفة التي بذلناها لتزويدها بكافة المعلومات والمستجدات الخاصة بالسودان، إلا أنها ظلت بإستمرار تتجاهل كافة إنجازاتنا ولا تذكر السودان إلا بسوء.