سجل السودان حضوراً لافتاً في معرض برلين الزراعي وهى المرة الأول التي تشارك فيها البلاد في هذا الحدث العالمي، كما شارك وفد رسمي في أعمال قمة برلين الزراعية ومن المنتظر أن يعقد الثلاثاء القادم الملتقى الاقتصاد السوداني الألماني. وشارك السودان لأول مرة في الأسبوع الأخضر الدولي الذي تنظمه ألمانيا سنوياً منذ العام 1926م بمعرض للمنتجات الزراعية السودانية بمشاركة عدد من الوزراء الاتحادين والولائيين ورجال الأعمال إضافة إلى عروض فنية وتراثية. وشكلت مشاركة السودان في أعمال معرض برلين الزراعي والمؤتمرات المصاحبة له اختراقاً مهماً للدبلوماسية السودانية في إطار الجهود المبذولة لتجاوز حالة الحصار السياسي الغربي وترويج فرص السودان الاقتصادية والتحريك الفعال لآليات دبلوماسية التنمية. ومن المنتظر أن يشكل الملتقى السوداني الألماني الذي سيعقد ببرلين الأسبوع المقبل تطوراً اقتصادياً مهماً على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين كما يحمل دلالات سياسية لافتة على صعيد علاقات السودان الخارجية خاصة في ظل الدور المحوري المهم الذي تلعبه ألمانيا كقاطرة للإتحاد الأوروبي. ويعد الأسبوع الأخضر الدولي في برلين واحداً من أكبر المعارض الزراعية على المستوى العالمي وشهد هذا العام انعقاد دورته الثامنة والسبعين ويشارك فيه أكثر من ألف وستمائة وثلاثون عارضاً من سبعة وستين دولة من قارات العالم المختلفة وزاره نحو أربعمائة ألف زائر من بينهم مائة ألف من الزوار لأغراض تجارية. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل شاركت في الجولة الإفتتاحية لمعرض برلين الذي بدأ الجمعة الماضية ويستمر حتى الأحد المقبل والذي شهد عرض آخر التطورات والقدرات في مجالات الزراعة والصناعات الغذائية والبستنة والمنتجات الحيوانية وأحتفى المسؤولون في المعرض بالسودان وكوسوفو اللتان تشاركان للمرة الأولى كما احتفلت هولندا بمرور ستين عاماً على مشاركتها السنوية في المعرض واحتفل بها بإعتبارها شريكاً في فعاليات هذا العام ويشار إلى أن هولندا تصدر ما قيمته تسعة عشر مليار دولار من المنتجات الزراعية إلى ألمانيا سنوياً. وعقدت العديد من المؤتمرات المصاحبة للمعرض من أهمها قمة برلين الزراعية التي احتضنها (المنتدى العالمي للغذائ والزراعة) الذي عقد دورته الخامسة هذا العام تحت شعار (الاستثمار المسؤول في الغذاء والزراعة عامل أساسي للأمن الغذائي والتنمية الريفية) وشارك فيه أكثر من ثمانين من وزراء الزراعة من دول العالم المختلفة وممثلون للإتحاد الإفريقي والمفوضية الأوروبية والبنك الدولي ومنظمة التعاون الإقتصادي ومؤسسات التمويل الدولية وشركات الإستثمار ومنظمات المجتمع المدني وكانت أهم مخرجات القمة التأكيد على ضرورة حماية صغار المزارعين من تغول الإستثمارات الضخمة في القطاع الزراعي وربط مشروعات الأمن الغذائي العالمي بمكافحة الفقر والتنمية الريفية وتوفير حق الحصول على الغذاء الكافي في وقت يشهد فيه العالم ازدياد مخاطر الجوع مع وجود جائع واحد من كل ثمانية أشخاص. وأكدت قمة برلين الزراعية على ضمان انفاق استثمارات سنوياً بما لا يقل عن ثلاثة وثمانين مليار دولار في الدول النامية على مدار العقود الأربعة القادمة لمواكبة الإزدياد المضطرد في النمو السكاني مع توقع وصول عدد سكان العالم إلى تسعة مليارات بحلول العام 2005م.