(BBC) ستجرى في إنجلترا تجربة لقاح لداء السكري على البشر وذلك للمرة الأولى. فقد تطوع 72 من مرضى السكر للخضوع للتجربة التي سيقوم بها فريقان علميان من كلية كنجز وجامعة بريستول في الربيع المقبل. ويعمل اللقاح الذي ستجري تجربته بوقف تدمير خلايا البنكرياس التي تنتج مادة الإنسولين الذي يحتاجه الجسم لحرق السكر بالطرق الطبيعية. وإذا نجحت التجربة فإن المعهدين العلميين سيحاولان جلب المزيد من المتطوعين بمساعدة مؤسسة بحوث داء السكري البريطانية. تجربة على البشر وعادة ما يصيب النوع الاول من السكري الأشخاص قبل بلوغ الأربعين، ويتعين على المرض حقن أنفسهم بهورمون الانسولين. وبدون هذه الحقن سيرتفع معدل السكر في الدم إلى مستويات خطيرة قد تؤدي للموت، وقد بذل العلماء مساعي كبرى للتوصل إلى علاج للمرض. وبالرغم من عدم معرفة السبب الحقيقي للنوع الاول من السكري، يعتقد أن الجهاز المناعي للجسم له علاقة بالعلة حيث تهاجم مكونات هذا الجهاز الخلايا التي تنتج الانسولين وهي حالة لا تحدث في الأحوال الطبيعية. ويقول الفريقان العلميان إنهما توصلا الى طريقة لمنع التدمير الذاتي هذا باستخدام اللقاح الذي يحتوي على بروتين يشجع على إنتاج مكونات مناعية أخرى تتولى حماية خلايا البنكرياس من الهجمات التي يشنها جهاز الجسم المناعي. وقرر العلماء إجراء تجارب على متطوعين بعد نجاح التجارب التي جرت على الفئران. علاج المستقبل وبالتجربة على البشر يعتبر التأكد من سلامة اللقاح هو الهدف الأساسي للعلماء الذين يأملون بوقف المرض في بداياته وبالتالي منع وقوعه أصلا، لكن ذلك يحتاج من خمس إلى عشر سنوات. ويقول أحد قادة البحث وهو الدكتور كولن دايان من جامعة بريستول إن اللقاح سيكون مفيدا بالنسبة للمصابين بالمرض في مراحلة المبكرة أي الذين تم تشخيص المرض لديهم حديثا. إذ أنه سيوقف تحطم الخلايا المنتجة للانسولين. وإذا ثبت أن اللقاح مأمون بشكل كامل فإننا سنستخدمه لدى الاشخاص الذين يعتقد أن لديهم القابلية للاصابة بالنوع الأول من السكري. ويقول البروفسور مارك بيكمان من كلية كنجز بجامعة لندن وهو مشارك في البحث إنه قد تكون هناك حاجة لمزج عدد من الطرق العلاجية لمواجهة مثل هذا المرض المعقد. ويسعى علماء آخرون إلى استخدام الخلايا الأساسية (الجذعية) وزرع الأعضاء لإعادة انتاج الانسولين في الجسم. ويقول البروفسور بيكمان إن هذا المرض يصيب واحدا من كل 200 شخص في بريطانيا لكنه في تزايد مستمر خاصة لدى الأطفال، وهناك حاجة ملحة للسيطرة عليه. وتقول رئيسة معهد مرض السكر، جورجينا سلاك، إن المرض قبل مئة سنة كان بمثابة حكم بالاعدام. لكن الأمور تغيرت وتطورت لصالح السيطرة على المرض. وتضيف إن بحوثا حول طرق علاجية جديدة تظهر باستمرار وينتج عنها تحسين لفرص توفير العلاج. ولا شك إن أي نجاح في هذه البحوث سيكون له تأثير كبير على مرض السكر. ويقوم بتمويل هذه التجربة كل من المؤسسة الدولية لبحوث داء السكر ومركز تطوير لقاح مرض السكر في ملبورن باستراليا.