سونا دخلنا عليه وابتسامه وضيئة تمتزج بعمق ايماني تشع سنأ وبريقاً يملأ فضاء غرفته بالجناح الخاص بالسلاح الطبي. ذهبنا اليه بعد ان قامت القوات المسلحة بتسليم السفارة المصرية بالخرطوم امس عربة اتوبيس سياحة القاهرة التي استولت عليها بعد ملحمة بطولية لتحرير الرهائن السياح الاجانب المختطفين من مناطق نائية بمصر قرب الحدود مع السودان استقبلنا بالتهليل والتكبير واهازيج وجهه تكتسي فرحة وبهجة ، وهو يحاول ان يجلس على سريره رغم اصابته في رجله بطلقة وفي صدره بطلقتين تم اخراجها جميعاً. قبل أن يبدأ روايته لنا عن الإنجاز الكبير الذي حققته القوات المسلحة في ملحة تحرير الرهائن السياح الاجانب من أيدى الأرهابيين على الحدود السودانية المصرية ، قال لنا الملازم اول حامد علي حامد موسى اننا نهدي هذا النصر العظيم لقواتنا المسلحة وللشعب السوداني وهو يسير بخطي واثقة وثابتة نحو السلام والعزة والرفعة والاستقرار ، ونهديه ايضاً لاخوتنا المصريين قيادة وقوات مسلحة وشعباً وهم يحتفلون بانتصارات السادس من اكتوبر المجيد ... ثم أمسك بكلتا يديه وقال (( نحن والمصرين يدٌ واحدة ضد الأرهاب اين ماكان ومتى ما كان ) واضاف الملازم أول حامد انني أحي كل زملائي الضباط وضباط الصف والجنود وابطال حرس الحدود وكل الافراد والقوات في مناطق العطرون والنجيلة وكرب التوم. وقال الملازم حامد وهو يروي تفاصيل عملية متحرك انقاذ الرهائن الذين يبلغ عددهم 11 سائحاً غربيا (5 المان ، 5 ايطاليين ، رومانية ) وثمانية مصريين خطفوا من منطقة نائية حدودية بجنوب مصر في التاسع عشر من سبتمبر الماضي قال ( فور تلقينا اشارة اختطاف السياح تحركنا في ثماني عربات من منطقة العطرون إلى النخيلة وتم تزويدنا هناك بعربتين من القوات الخاصة ثم تحركنا إلى كرب التوم حيث تم تزويدنا بعربتين اخرتين لنتحرك بعد ذلك إلى مواقع الاحداث على الحدود مع ليبيا والتي سمحت لنا قواتها بالمرور بأراضيها ، وعندما حان وقت الأفطار تناولنا افطارنا وبتنا تلك الليلة بجبل عوينات لنتحرك صباح اليوم التالي إلى الحدود مع مصر حيث وجدنا اثار السياح والمتمثلة في مناديل الورق وزجاجات البارد الفارغة ، تحركنا بعدها إلى المنطقة الحدودية وبتنا ليلتنا عند جبل كسو لنتحرك عند صباح اليوم التالي إلى منطقة سيوف المردي حيث تعطلت احدى عرباتنا ( طارة كلتش ) وتركنا معها أربعة عربات للحراسة وتحركنا بثمانية عربات وبعد مسافة كيلومتر فقط لاح لنا على البعد شي أشبه بالبعير الميت ، وما أن بدانا نقترب منه حتى بدأت ملامحة تظهر . أنها عربة مسرعة تشق الصحراء نحو مصر ، قمنا بمطاردتها وبعد ان قطعنا حوالي اثنين كيلو متر بدأ الرصاص يصوب الينا من العربة في مختلف الإتجاهات. حاولتُ ان اتجاوز بعربتي امام العربة لاجبرها على التوقف أو ان تنقلب من السرعة ولكنهم عندما رأو علامات الضابط على كتفي ركزوا تنشينهم على حيث تمت اصابتي وتعطيل العربة.. ثم صمت برهة وقال ، ( وما النصر إلا من عند الله ) واضاف لقد تمكن بقية افراد وقوة المتحرك من ملاحقة الارهابين داخل عربتهم وتمكن احد ابطالنا من اختراق العربة بقذيفة اربجي لتقتل اربعة منهم ويشتبك الأربعة الباقون منهم بعد أن نزلوا من عربتهم مع قواتنا التي تمكنت من قتل اثنين منهم من بينهم بخيت قائد المجموعة وابنه ، واسر الاثنين الآخرين ليشهدا على فعلتها الجبانة ،، وهنا سألته الم تشاهد إي قوات أخرى في المنطقة ؟ قال الملازم حامد لم نلاحظ وجود أي قوات اخرى سوى متحركنا وقوات سودانية اخرى تحركت من دنقلا بالولاية الشمالية. وسالته عن نوعية الاسلحة التي استخدمها الارهابيون وعدد الاسلحة التي وجدت قال أن الاسلحة المستخدمة هي الرشاشات والكومات والكلاش المطبق ، واضاف لقد وجدنا بالعربة اثنين كلاش مطبق واثنين رشاش ، اثنين توماس ، ( سلاح تشادي) بالاضافة إلى كميات من الذخائر والمستندات التي تخص الرهائن واثنين جهاز ثريا واثنين جوبيز وكلها اسلحة جديدة. وعن مستوى التدريب والتنشين اكد الملازم أول حامد ان التنشين واستخدام الاسلحة يدل على مستوى عالى من التدريب ويمكن وصفهم بانهم قناصة ماهرين. وقال أن ما قام به هؤلاء الأرهابيين يضاف لعملياتهم السابقة باستهداف طائرة في معسكر كلمة واختطاف طائرة أخرى ومحولة التوجه بها الى فرنسا فضلاً عن عملياتهم التي تتنافي مع القيم الدينية والإنسانية في عدة مواقع واماكن ولاعلاقة لها بقضية دارفور واكد الملازم أول حامد علي حامد قدرة القوات المسلحة لتلقين الدروس والعبر لكل من تسول له نفسه زعزعة امن المواطنين والابرياء ، وقال ان هذه العملية لن تحدث ان شاء الله مرة أخرى ونحن جاهزون لهؤلاء ولغيرهم بالمرصاد. وزاد . قبل أن اختم حديثي احي مرة أخرى ابطال متحرك تحرير الرهائن وكل القوات المرابطة على الثغور والقابضين على الزناد واضعين مصلحة البلاد وامنها رسالة مقدسة في اعناقهم حتى يلاقوا ربهم ان شاء الله والله اكبر .