الخرطوم: وكالات أعلن السودان أمس عن دعمه وترحيبه لمبادرة تشجيع الحوار بين الأديان والتى تقوم بها المملكة العربية السعودية بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز. واعتبر السودان في بيان قدمه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس السفير عبد المحمود عبد الحليم المبادرة بأنها تتويج لدعم أطروحة حوار الحضارات، بدلا عن رؤية صدام الحضارة، والتى وصفها بأنها ناتجة عن عقلية أحادية مغلقة واقصائية تعمل على فرض نماذجها في المجالات كافة، وتقوم على الاستعلاء الحضاري والعرقي والثقافي. وعبر البيان عن أمله في أن تجيء المبادرة معبرة عن روح التواصل الايجابي بين الشعوب والذي ينعكس بالخير على الأمة الإنسانية جمعاء. ودعا البيان للعمل على تطبيق ميثاق الأممالمتحدة الهادف لنشر ثقافة السلام والمحبة وتجاوز النزاعات والخلافات وطالب البيان الأممالمتحدة بمضاعفة جهودها للعمل على تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات وتبنى النتائج والتوصيات التى ستخرج بها المبادرة. واختتم مؤتمر ثقافة السلام لحوار الأديان أعماله في مقر الأممالمتحدة بنيويورك بالدعوة إلى التسامح والحوار والتفاهم بين البشر. وأعرب في بيان تلاه الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون عن القلق إزاء تنامي حالات عدم التسامح والتمييز وبث الكراهية واضطهاد الأقليات الدينية. وأكد البيان الختامي رفض الدول المشاركة في المؤتمر «أي استخدام للدين لتبرير قتل الأبرياء وممارسة الإرهاب والعنف والإكراه مما يتناقض بوضوح مع دعوة جميع الأديان للسلام والعدل والمساواة». كما دعا المشاركون إلى بناء عالم متناسق ومنسجم تتعايش فيه الأديان والثقافات. وجدد البيان التزام الدول وتعهدها بتعزيز الاحترام العام للشعائر الدينية واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع كما في ميثاق الأممالمتحدة وفي الإعلان العام لحقوق الإنسان.وشجع البيان الختامي على الحوار بين وسائل الإعلام في جميع الثقافات والحضارات، وأكد حق حرية التعبير للجميع. ولتحقيق تعهدات قادة الدول المشاركة دعا مؤتمر حوار الأديان إلى تشكيل لجنة لحوار الأديان. لكن المؤتمر رغم هذا البيان كشف عن خلافات كبيرة ثقافية وسياسية بشأن تأويل معنى التسامح والحرية. وبينما شدد المتحدثون الأوروبيون على أهمية حقوق الإنسان الفردية في كلماتهم، كرر ممثلو الدول الإسلامية تحذيرهم مما وصفوها بالحساسية المفرطة من الغرب تجاه الإسلام. وفي اليوم الختامي لمؤتمر حوار الأديان دافع الرئيس الأميركي جورج بوش أمس عن حق أي شخص في تغيير دينه، وقال إن حماية الحرية الدينية كانت الدافع وراء الحروب التي خاضتها بلاده في كوسوفو وأفغانستان والعراق وأنها وفرت حماية للمسلمين هناك. وشكر بوش الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز على مبادرته لعقد هذا المؤتمر، وأعلن أن واشنطن تعمل من أجل وضع الحرية الدينية في صلب سياستها الخارجية.واعتبر بوش أن السبيل الأفضل لصون الحريات الدينية هو السعي لإقامة حكم ديمقراطي.