الخرطوم (smc) أكدت الحكومة السودانية حرصها على علاقات حميمية مع الجارة تشاد في وقت جدّدت فيه الحكومة التشادية عدوانها على البلاد صباح اليوم بغارة جوية داخل العمق السوداني. وقال علي عبد الله مسار مستشار رئيس الجمهورية في مؤتمر صحفي مشترك مع محمد عثمان الأغبش الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة بقاعة المركز السوداني للخدمات الصحفية(smc) أن تشاد تعتبر جار مهم للسودان استناداً للعلاقات الممتدة بين البلدين على مر العقود الماضية، مبيناً أن السودان ظل يحتفظ بعلاقات جيدة مع تشاد ويعمل على مدها اقتصادياً. وأكد مسار أن ما يحدث في تشاد هو شأن داخلي وليس للسودان علاقة به، مضيفاً أن تشاد ظلت تدعم متمردي دارفور بصورة دائمة، سيما وأن آخر اعتداء لحركة العدل والمساواة على دارفور انطلق من الأراضي التشادية. ونوّه مسار إلى أن تشاد قامت بخرق سبعة اتفاقيات آخرها التي كانت برعاية قطرية، مؤكداً أن تشاد لا تريد أن تعترف ان بها صراع داخلي، مشدداً على أن ما يحدث هناك هوامتداد للفساد الإداري والمالي مدللاً علي ذلك باعتراف منظمة الشفافية الدولية ا بذلك في تقاريرها، إلى جانب عدم اعتراف النظام التشادي بالمعارضة التشادية ورفض إشراكها في الحكم الذي تسيطر عليه القبلية، مشيراً إلى أن ثمانية فصائل تقاتل الحكومة التشادية، مذكراً بان الفصائل الدارفورية التي لها وجود داخل الأراضي التشادية قد أسهمت أيضاً في إشعال الصراع الداخلي التشادي، خاصة وأن القتال بتشاد تغذية النعرات القبلية. وطالب مستشار رئيس الجمهورية نظام إدريس دبي بأن لا يكون مصدراً للقلاقل والتمركز الدولي المعادي للسودان، وقال إن الحكومة التشادية أدخلت الإسرائيليين منذ العام 2004م بصورة مكثفة بهدف إضعاف الأمن العربي والإفريقي، وزاد قائلاً: تشاد تتهمنا بدعم المعارضة التشادية لكننا نقول لهم أين دليلكم. وشدّد مسار على أهمية وحتمية إرجاع العلاقات بين الخرطوم وأنجمينا لدفع استحقاقات حسن الجوار والتداخل القبلي والتبادل الاقتصادي المشترك، حاثاً نظام دبي أن لا يكون مركز لإشعال الخصومة مع السودان. واتهم مسار الحكومة التشادية بتمرير أجندة دول لها مصلحة في جر السودان إلى حرب، رافضاً الدخول في حرب مع تشاد لتحقيق أهداف تلك الدول، مضيفاً أنهم يعتبرون السودان وشاد مدخلاً للأمن الإفريقي والعربي، لذلك لن تتم الاستجابة لاستفزازات الحكومة التشادية، مؤكداً أن السودان سيتعامل بالحكمة مع جارته تشاد خاصة وأن للسودان ترتيباته الداخلية المتمثلة في الانتخابات وحل مشكلة دارفور والإجماع الوطني. من جانبه كشف الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة في المؤتمر الصحفي وقوع غارة جوية جديدة صباح اليوم على الأراضي السودانية نفذها الجيش التشادي، مبيناً ان الجيش السوداني يحتفظ بحق الرد ولديه القدرة الكافية على دحر القوات التشادية. واكد أن الحكومة السودانية تنظر للصراع بإرادة سياسية، لذلك تغض الطرف عن الاعتداء التشادي لتفويت الفرصة على الطامعين في البلاد من الدول الكبرى التي تدفع تشاد لمحاربة السودان. وقال الاغبش إن دارفور تمثل حصان طراودة للتدخل الأجنبي في البلاد وإعادة تشكيل المنطقة، مضيفاً أن تشاد هي مخلب قط للدول الغربية. واشار إلى أن الحكومة التشادية خرقت سبعة اتفاقيات للصلح بين البلدين، ونوّه إلى أن السودان قبل بكل الاتفاقيات والآليات التي أقرتها مؤتمرات الصلح المشتركة والتي رعتها عدة دول مؤكداً أن السودان لن يستجيب للمحاولات التشادية الداعية إلى الدخول في حرب بين البلدين.