سونا سيظل الذهب الخيار الأكثر أمانًا للأموال في المرحلة الراهنة خاصة ان الكثير من الأصول الاستثمارية التقليدية ما زالت مهددة بمخاطر ضغوط التضخم وأداء الدولار الذي يعانى سعره حالة من الضعف العام أمام العملات الرئيسية فالذهب من المعادن النفيسة التي لها قوة وتأثير نفسي لأنه قوته تظهر وقت الأزمات ، فالثقة في الذهب تنبع من أنه السلعة الباقية والثمينة مهما كانت الظروف في وقت السلم أو الحرب ، وهي سلعة لها مقدرة على الصمود بقيمة قوية أو متزايدة أكثر مما تستطيع أن تفعله الأسهم والسندات والعملات ، فالكثير من العملات والشركات تنهار وتضعف قيمتها في حالة وجود فزع عالمي ووفقا لرأي المستثمرين أن للذهب دورات في السكون كما له طفرات في النمو حيث حدثت عدة مرات خلال القرن الماضي وارتفع سعر أوقية الذهب ارتفاعا لم يسبق له مثيل في التاريخ حيث تجاوز ال 800 دولارا للأوقية الواحدة والآن وفي ظل حالة الكساد والتراجع الذي تتعرض له أسواق المال العالمية رغم بوادر التحسن النسبي في أداء بعضها ، بدأ الذهب من جديد رحلة الصعود القوي ليستفيد من ذلك المناخ وتجاوز الأرقام القياسية المسجلة العام الماضي حيث أشارت تقارير إقتصادية دولية نهاية الإسبوع الماضي إلى أن سعر المعدن الأصفر قفز إلى أعلى مستوى له منذ شهرين متجاوزًا مستوى ال 950 دولارًا للأونصة واعتبر هذا مؤشرًا على أن عمليات الشراء من قبل المستثمرين ستظل عاملا داعما لأسعار الذهب رغم التراجع الملحوظ في حجم الطلب على المشغولات الذهبيةالذي هبط الى 25 % خلال الربع الأول من العام الحالي. وهذه الحقائق أثبتتها الإحصائيات التي تشير إلى إستمرار التدفق القوى للأموال إلى صناديق الاستثمار في المعدن الأصفر والتي يجري تداولها في البورصات العالمية، حيث وصل حجم الموجودات من الذهب لتلك الصناديق في الربع الأول للعام الحالي 2009م إلى أكثر من 465 طنًا وهو ما يمثل زيادة بنحو ستة أضعاف حجم الموجودات المسجلة في تلك الصناديق خلال نفس الفترة من العام الماضي 2008م ويقول أحد الخبراء الاستراتيجيين في أسواق الذهب الدولية لدى مصرف "يو بى اس" في لندن إن من بين العوامل الأساسية التي تحفز إقبال المستثمرين على شراء الذهب مخاطر التضخم تجاه المخاطر المتعلقة بانخفاض سعر الدولار مشيرا الى أن هنالك توقعات بتحركات تصاعدية للمعدن الأصفر خلال فترة شهر ستضع متوسط السعر للأونصة في حدود 950 دولارا وربما ستتجاوزأسعاره مستوى ال 1050 دولارا للفترة المقبلة من العام الحالي. الصاغة المحليون ببرج الذهب بالخرطوم أكدوا أن إرتفاع الاسعار عمقت حالة الركود المسيطرة على أسواق الذهب المحلية وقالوا أن عمليات البيع والشراء أصبحت مقتصرة على عدد محدود من الزبائن مما تسببت في معاناة التجار الذين تراجعت مبيعاتهم بشكل حاد منذ عام كامل معبرين عن أملهم في إنخفاض السعر عالميا حتى يرتفع مستوى القوة الشرائية وحول إستهلاك الذهب على المستوى العالمي يقول مجلس الذهب العالمي أن الهند تأتي في المرتبة الأولى ثم تليها الصين بعد أن كانت الولاياتالمتحدة لوقت قريب تحتل المرتبة الثانية من جهته أشار المركز الاستشاري للمعادن النفيسة والذي يتخذ من لندن مقرا له إلى أن الصين تمكنت من انتزاع لقب أكبر منتج للذهب الخام على مستوى العالم بعد أن ظلت جنوب إفريقيا تحظى بذلك اللقب لأكثر من قرن .