يبدو أن العالم اليوم يتحرك بشكل أسرع من أى وقت مضى حيث ان الازمة المالية العالمية غيرت فعلا ملامح ومسار الاقتصاد العالمى التقليدى والرأسمالى وبالكاد ينعكس ذلك فى تغيير الوجه الاجتماعى والمتابع لمجريات الاحداث يدرك حجم الازمة الاقتصادية التى عصفت بالكثير من الاقتصاديات المتقدمة والنامية على حد سواء مما جعل التشاؤم حول وضع الاقتصاد العالمى هو المسيطر على اذهان الجميع وانعكست حالة الركود التى تعايشها الاسواق خلال الفترات الماضية على سوق االذهب الذى يمر بمرحلة من الكساد والهدوء فى عمليات البيع والشراء مع التذبذب فى الارتفاع والانخفاض ، فمنهم من أرجعها إلى التطورات السياسية بين أمريكا وإيران، ومنهم من يرى أن الأزمة الاقتصادية والديون التي تواجهها اليونان وغيرها من الدول الأوروبية، تعد عاملا أساسيا في ارتفاع أسعار الذهب والمجوهرات محليا وعالميا، في حين ذهب فريق آخر إلى أبعد من ذلك عندما يؤكد على توجه بعض الدول ومن بينها الصين إلى زيادة احتياطيها من الذهب بعد التقلبات الكبيرة في أسعار العملات العالمية وأسواق النفط. يبدوان حالة الركود التى تعايشها الاسواق خلال الفترات الماضية على سوق االذهب انعكس فى عمليات البيع والشراء. واتفق عدد من اصحاب محالات الذهب بعمارة الذهب بالخرطوم على اسباب الركود التى ارجعت الى انعدام السيولة الذى تسببت فية الازمة المالية التى عمت جميع انحاء العالم ، لكن هذه الايام تسود حالة من التذبذب ما بين الانخفاض والارتفاع فى اسعار الذهب باسواق الخرطوم وصل سعر جرام الذهب عيار 21 بحرينى الى 110 جنيه بدلا من 95 ويعزى الخبراء انخفاض الذهب فى الاسبوع السابق الى تحسن اوضاع الدولار عالميا مع بداية تنفيذ الاحتياطى الامريكى للميزانية العام الجديد الاانه عاد وارتفع مرة اخرى بنهاية الاسبوع الماضى غير ان هنالك اقتصاديين محليين يرون ان العامل المحلى هو جزء اساسى فى المساهمة فى انخفاض الاسعار حيث ان ظهور كميات من الذهب فى اقاليم شمال السودان وشمال كردفان عبر التنقيب المحلى قد ساهمت فى توفر كميات مقدرة من الذهب ادت الى انتعاش اسواق الذهب وتوفير قدر من السيولة وزيادة الايداعات والمدخرات فى فروع البنوك الولائية فى هذه الولايات وقد انعكس ذلك على انتعاش الحركة التجارية فى تلك المناطق. واتفق عدد من اصحاب محال الذهب بعمارة الذهب بالخرطوم على اسباب الركود التى ارجعت الى انعدام السيولة الذى تسببت فية الازمة المالية التى عمت جميع انحاء العالم .و غالبا ما يلجأ المواطنون الى حفظ اموالهم ومدخراتهم بالذهب مما ادى الى ارتفاع سعر الذهب عالميا وهذا انعكس مرة اخرى على السوق السودانى فى ارتفاع سعره. العديد من التجار المتعاملين فى الذهب اوضحوا ان اسعار الذهب ظلت فى ارتفاع نتيجة للظروف العالمية وهذه الظروف اثرت على الوضع الاقتصادى فى السودان نتيجة لانعكاسات الازمة التى ظهرت فى اشكال ارتفاع للاسعار وقلة السيولة دفعت المدخرين الى بيع مدخراتهم من الذهب والذى حقق لهم اضعاف ما اشتروا به.وارجع سيف الدولة محمد قيلى تبيدى صاحب محل تولا قولد للمجوهرات للصحافة ان الانخفاض الذى شهده سوق الذهب قبل ان يعاود الارتفاع الى تحسن التعاملات فى البورصة العالمية وزيادة الاسهم والعملات الحرة وقال ان الارتفاع الاخير سببه انخفاض فى اسعار العملات بجانب فقدان الثقة فى العملات الحرة نتيجة للتذبذب فى الاسعار مما جعل المودعين يلجأون الى الذهب كملاذ لحفظ مدخراتهم وتوقع قيلى ان يستمر الارتفاع خلال الايام القادمة . وكشف ان سعر الجرام الاذوردى والبحرينى وصل الى 110 ج بدلا من 100ج والسعودى والسودانى وصل سعر الجرام الى 105 بدلا من 95 جنيه مشيرا الى قلة الاقبال على الشراء الا فى اطار محدود وقال ان الركود انعكس على تجارتهم وكثيرمن اصحاب المحلات اصبحوا يفكرون فى اغلاق محلاتهم بسبب الركود مع الضرائب. وقال على الرغم من إنخفاض اليورو فقد إرتفع الذهب ليغلق سعر الأوقية عند 1178 دولار وذلك بسبب إنخفاض مؤشرات أسواق الاوراق المالية بشكل عام مما أفقد المستثمرين الثقة بالعملات الورقية وألجأهم إلى المعدن الأصفر كملاذ آمن للاستثمار. واشار بعض الخبراء الاقتصاديين الى ان هناك حالة من القلق في الاسواق المالية العالمية عقب التراجع المطرد في اسعار اسهم البنوك اليونانية لذلك قامت لجنة الاشراف على السوق المالية اليونانية بإعلان الحظر على مبيعات الاسهم السريعة خوفا من إفلاس البنوك. وأوضحوا ان مؤشرات أسهم الاسواق المالية الاوروبية إستمرت في الانخفاض خلال تعاملات الاسبوع المنصرم بفعل أزمة الديون اليونانية لتسجل مؤشرات الأسواق المالية في باريس وفرانكفورت انخفاضا بنسبة تزيد على 2% وفي أسبانيا بنسبة 3.3% وإنخفاضات تتراوح ما بين 1.5% إلى 2.5% في الاسواق الاوروبية بشكل عام. و قال مجلس الذهب العالمي إن من المتوقع انتعاش الطلب العالمي على الذهب هذا العام مع إقبال المستثمرين على شراء المعدن النفيس كمخزن آمن للقيمة في ظل تقلب الأسواق المالية ومع اعتياد المستهلكين على الأسعار المرتفعة وقالت -إيلي أونج- مديرة أبحاث الاستثمار في كلمة خلال كشف النّقاب عن تقرير مجلس الذهب العالمي لاتّجاهات الطلب على الذهب في الربع الأول إنها تتوقع أن يحظى الطلب على الذهب بدعم جيد هذا العام بالرغم من تراجع قدره 25% في ربع السنة الأول. وجاء هذا التراجع على الأغلب بسبب هبوط حاد في شراء الذهب من قبل الصناديق المرتبطة بمؤشرات والمدعومة بسلع والذي بلغت نسبته 99% انخفاضًا من المستويات القياسية المرتفعة التي سجلها مطلع 2009 إلى 3.8 طن فقط من 465.1 طن في العام السابق وقالت -أونج- -تدفقات الصناديق المرتبطة بمؤشرات توقفت في الربع الأول من هذا العام لكننا رأينا منذ ابريل ومايو أن التدفقات باتجاه الصناديق المرتبطة بمؤشرات والمدعومة بالذهب ارتفعت بقوة-. وتابعت قائلة -الدلائل الفعلية من الأرقام التي شهدناها على مدى الشهرين الماضيين تظهر أن المستثمرين يتحركون نحو الذهب لخصائصه التنويعية ولكونه استثمارًا أقل تقلبًا ولحماية ثروتهم-. وأضافت ان الزخم الذي تكوّن منذ الربع الثاني هذا العام قد يساعد في رفع الطلب الاستثماري فيما تبقى من 2010-. وارتفعت حيازات صندوق -إس.بي.دي.آر جولد تراست- أكبر صندوق متداول مدعوم بالذهب في العالم بواقع (9.5%) أو 107 أطنان في الربع الثاني حتى 24 مايو مقارنة بانخفاض بواقع 3.8 طن في الربع الأول. وارتفع استهلاك الذهب العالمي في قطاع الحلي بواقع 43 بالمئة من حيث الأطنان في الربع الأول إلى 470.7 طن مدعومًا بزيادة حادة في شراء الحلي في الهند والذي كان قد مني بتراجع حاد العام الماضي مع ارتفاع الأسعار. ويتفق معهم المحللون الاقتصاديون بان الذهب هو الملاذ الذى يلجأ اليه المودعون لحفظ مدخراتهم ويرى البروفيسور عصام بوب استاذ الاقتصاد بجامعة النيلين ان انخفاض الدولار فى الفترة الاخيرة كان مدهشا لخبراء الاقتصاد اذ ان هنالك تذبذباً فى اسعار العملات الحرة وارتفاعاً تدريجياً فى اسعار البترول وهذا يؤدى الى عدم اليقين فيما يختص بالمضاربين في اسواق المال العالمية. في الاسبوع الماضي كان الانعكاس هو زيادة في سعر الذهب وباقي المعادن النادرة بعد الانخفاض الذي شهدته الاسواق بفترة قصيرة ولايوجد تفسير واضح لذلك الا ان هنالك اتجاهاً للاستثمار في الدولار بصورة مؤقته ثم شراء الذهب مرة اخرى واشار بوب الى ان هناك عوامل مؤثرة على حركة المال عالميا اولا الازمة العالمية التي تجتاح الاسواق الاوربية والانهيار المتوقع في بعض دولها كاليونان هذا بالاضافة الى تأرجح اسواق المال في امريكا وآسيا ارتفاعا وانخفاضا . واكد بوب بانه السبب الرئيسي لضعف الاقبال على شراء الذهب الا انه قال سيكون مؤقتا وعلى احسن تقدير على ان ارتفاع الذهب سيكون الاسبوع القادم مع استعادة الاسواق الامريكية لمداولاتها بعد الكارثة التي حدثت في خليج المكسيك من تدفق للنفط ، اما فيما يختص بالاسواق المحلية فرجح نشاط عمليات بيع للذهب وشراء للدولار وتوقع ان يرتفع سعر الدولار وتنبأ بوب بان الكميات التي طرحتها جنوب افريقيا والجمهوريات الروسية المنتج الاكبر للذهب في الاسواق العالمية ستزيد من العرض وتقلل من نسبة الطلب العالمي على الذهب بجانب عوامل اخرى كالازمة العالمية وزيادة الديون الامريكية ، موضحا ان الاسبوع الماضي شهد انخفاضا بسيطا في اسعار الذهب في البورصات العالمية تلاه ارتفاع مرة اخرى وتوقع بوب ان يستعيد الذهب حيويته كما حدث للبترول الذي انخفض الى مستويات 25 دولار للبرميل ثم ارتفع الى 70 دولار للبرميل . واتفق استاذ الاقتصاد بجامعة النيلين دكتور حسن بشيرمع ماذهب اليه بروفسير بوب في ان الذهب له علاقة بالاستخدامات المختلفة كاستعماله في الاحتياطات المصرفية واحتياطات الدول واستخدامه كملاذ لبعض المدخرين وبرر بشير زيادة الطلب على الذهب بوجود الازمات والركود والتضخم المرتفع باعتباره من المعادن النفيسة، مشيرا الى ان هذه الظواهر تؤدي الى زيادة الاقبال على الذهب في الاسواق العالمية وقال ان الارتفاع يغير المسار التصاعدي وارجع الاسباب الرئيسية للازمة العالمية وزعزعة ثقة المدخرين والعاملين في الاسواق العالمية في مجال العملات اضافة الى عدم القناعة التامة للتضييقات الخاصة بدرجة المخاطر والجدارة الائتمانية مشيرا الى انه في هذه الحالة يتم اللجوء للذهب كبديل لانواع معينة من الاوراق المالية ومثلما تلجأ الدول والمصارف الكبرى لاكتناز الذهب كاحتياطي مضمون ورجح بشير احتمالات انخفاض الذهب وثبات اسعاره في مستويات مقبولة وفقا للتقيم الاقتصادي والاستثماري . ولذا فإن تقرير مجلس الذهب العالمى الذى صدر فى نهاية العام 2009م يؤكد ان قيمة الذهب قد ارتفعت بمقدار 50% من قيمته الاصلية خلال ثلاثين عاما الماضية ولكن الجديد فى الامر ان ما لجأ اليه المودعون سبقتهم اليه دول مثل الصين والهند واوضحت تقارير صندوق النقد الدولى الى ان الهند هى اكثر الدول التى قامت بشراء الذهب من الفائض الذى يعرضه صندوق النقد وتأتى الصين فى درجات متقدمة فى شراء الكميات المعروضة لزيادة احتياطاتها من الذهب وتثير حالة ارتفاع معدلات التضخم فى الاحتياطى المركزى الامريكى.