خط الاستواء عبد الله الشيخ الجيل الذي يصنع الثورات فى العالم حالياً هو جيل جديد.. انهم شباب يتشابهون فى اركان الدنيا، لهم مفرداتهم وطرائقهم فى التعبير..جيل جديد يستوحى اسلوبه فى الحياة من ثقافة عصره .. لهذا الجيل طرائقه فى التعبير عن نفسه ، و كثيرا ما تكون طرائقه تلك صادمة للآباء والامهات ،وللسياسيين على وجه الخصوص..! مفاجئات هذا الجيل للسياسيين لا تنتهي، بالامس وقف طالب روسي مقلداً (البوشي)، وقف (شوكة حوت) فى حلق الرئيس الروسي مدفيدف ، وسأله عما إذا كان مستعدا للمحاكمة، وما اذا كان مستعداً لمواجهة الحكم بالاعدام ..! كان مدفيدف سيئ الحظ قد ابتدر حلقة نقاشية مع طلبة كلية الصحافة في جامعة موسكو عندما وقف فى وجهه الطالب فلاديمير بولياكوف.. لاشك أن أسم الطالب يحمل رمزية غائرة، توحى ببقايا ذكريات ماثلة فى اذهان الروس عن فلاديمير لينين..! وقف فلاديمير طالباً الفرصة للكلام.. قال للرئيس مدفيديف : ( البلاد تشهد وضعاً ثوريا حاداً ، هل أنت مستعد لتحمل مسؤولياتك)..؟ فلاديمير ،الذي يدرس في كلية الصحافة، كان يشير بقوله هذا إلى مظاهرات ضخمة تشهدها روسيا منذ أسابيع، فروسيا ليست استثناءاً من عدوى الربيع العربي ، تلك العدوى ( المنكورة عندنا)..! قال الطالب فلاديمير مخاطبا الرئيس الذي تنتهي ولايته خلال أسابيع : (هل تدرك أنك قد تواجه ربما الموت..؟ هل أنت مستعد لمواجهة ذلك بشجاعة مثلما فعل صدام حسين، أم إنك ستهاجر إلى البلد الصديق كوريا الشمالية)..؟ الرئيس مدفيديف استخف بسؤال الطالب فلاديمير، فقال إنه لا يرى سببا لثورة في روسيا، وإنه لا يخشى من أي شيء لكن الطالب فلاديمير كان مصرا على ان يسمع منه اجابة واضحة..كان يرفع لافتة كتب عليها (المسؤولية )..! ظل يلّح في سؤاله عمّا إذا كان الرئيس مدفيديف مستعدا للموت من أجل مثله العليا ..!! حينها فقط رد مدفيديف باقتضاب:(إن كنت تريد جوابا دقيقا فسأقول لك.. نعم أنا مستعد للموت من أجل مثلي العليا)..! مثل هذا الموقف حدث فى مصر بعد الثورة ..احد الضباط برتبة اللواء انفجر غاضباً على شاب ينتمي لحركة السادس من ابريل،، سعادة اللواء نعت الشاب ب (قلة الأدب) وبالتطاول على من هم أكبر منه سنًا ومقامًا..! بدلاً من أن يتناول سعادة اللواء وجهة نظر الشاب بالنقاش الهادئ لجأ إلى ما يلجأ إليه كبار السن في المجتمع الأبوي من قمع المعارضة بحكاية ( اسكت ياولد)..! وقع مثل هذا ايضاً فى عهد الرئيس السادات.. كان عبد المنعم أبو الفتوح رئيسًا لإتحاد طلاب الجامعات المصرية.. قال ابو الفتوح للسادات انه يقوم بتفضيل المنافقين من أهل الصحافة والإعلام..! ومع ان قول ابو الفتوح كلمة حق غير متوقعة من قيادي اخواني ، إلا ان السادات يرحمه الله ، سار على ذات النهج الابوي يريد ان ينتصر لنفسه ، فاذا به فى الحقيقة ينتصر للاعلاميين المنافقين.. معروف ان المنافقين فى كل حقبة دكتاتورية يتحلقون حول الرئيس..! غضب السادات وصاح صيحته المشهورة : اوقف مكانك ياولد.. إنت بتكلم رئيس الجمهورية..! اما اذا فتحنا باب الحديث عن مفاجئات شباب وطلاب السودان للسياسيين فهى كثيرة ، لا تُحصى ولن تنتهي عند حد، بس طوِّل بالك يا (دكتور)..! عندما كنا شباباً ، كانت الجامعة تتناقل رواية حقيقية ، بطلها اللواء ابو القاسم محمد ابراهيم، الذي سولت له نفسه دخول الجامعة على ظهر الدبابة، فاوقفته احداهن، وقالت له ان الجامعة يدخلونها بالشهادة، لا بالدبابة..! هل هذا صحيح..؟! هل صحيح ان الجامعات لم تزل ، حتى عهد الناس هذا ، صروحاً علمية ، يدخلونها بالشهادات..؟! لا تغضب يا (دكتور)، فهذا مجرد سؤال..!