منصات حرة لا أرى أن هناك فرق بين تحويل لجنة الإختيار لمفوضية أو جهاز فالجواب باين من العنوان ..فالخدمة المدنية أصبحت مسيسة من رأسها وحتى ساسها فى عهد الإنقاذ ..فتحويل لجنة الإختيار إلى (مفوضية إختيار) هى تماماً كحكاية احمد وحاج احمد فلا فرق بينهما طالما العقلية التى تدير اللجنة فى السابق والمفوضية حالياً هى نفس العقلية التى رسخت بداخلها أيدلوجيا الولاء والإنتماء للنظام ..وطالما كل موظفى الخدمة المدنية هم أصحاب خلفية سياسية واحدة و واضحة وحتى طلاب الجامعات أصبحوا يخشون النشاط السياسى خوفا من ( التصنيف ) ..فالسيد رئيس الجمهورية يعلم تماماً تلك الملفات التى يكتب فيها كل صغيرة وكبيرة عن الطالب من دخوله الجامعة وحتى تخرجة ..وعندما يتخرج الطالب ويقدم لوظيفة يجد أن الكفائة المطلوبة الوحيدة هى كفائة الإنتماء للحزب الحاكم ..وحتى للإنتماء تصنيفات كثيرة فهناك عضو فاعل فى الحزب الحاكم وعضو موالى وعضو مؤيد وعضو مفيد وخير دليل تلك الوثيقة التى تتحدث عن ضرورة تمليك سيارة فارهة لإحدى العضوات الفاعلات فى المؤتمر الوطنى وهذه السيارة هى من مال الحكومة ..يعنى من مال الخدمة المدنية ..والإعتراف الإخير للسيد رئيس الجمهورية بأن الخدمة المدنية عانت من سياسات ( التطهير واجب وطنى ) ..ومن سياسة التمكين التى إنتهجتها الإنقاذ هو جيد..ولكن هل بعد كل هذه السنين من تمكين أهل الولا وظيفياً ومالياً وبعد أن هاجرت الكفاءات والعقول وبعد أن هجرت الخبرات البلد يمكن إعادة الخدمة المدنية لعهدها القديم ..فى تقديرى هذا الأمر من المستحيلات ..فالتطهير أيها السادة لم يشمل فقط الخدمة المدنية وإنما إمتد ليغزو الفن والإبداع ..فسياسة التمكين التى إنتهجها الحزب الحاكم سيادة الرئيس فى هذا البلد تتحدث عن تمكين كوادر الحزب إقتصادياً ..وثقافيا ..إجتماعياً ..ورياضياً وهذا بالضبط ماحصل .فالإبداع اليوم يحتكرة الموالون للحزب الحاكم وليس ببعيد اليوم هجرة الفنانين والكتاب والشعراء الحقيقيين لتعج الساحة الفنية بهرج ومرج إبداع مسخ فمن الذى يشاهد اليوم التلفزيون القومى ومن الذى يستمع لإذاعة امدرمان فهذين الجهازين يمجدان فى الحزب الحاكم ليل نهار وحتى أجهزة الإعلام والصحف والمنابر الإعلامية مسيسة ولاحريات فيها إلا لأصحاب الولاء ..فالتمكين شمل كل شئ ..حتى فوز الفريق القومى هو بجهد ورعاية سيادتكم ..فإذا أردنا التحدث عن مآسى الخدمة المدنية فى هذا البلد فسيجف مداد أقلامنا قبل أن تنتهى هذه المآسى ..فالخدمة المدنية لن تعود لسابق عهدها بمجرد تغير لجنة الإختيار لمفوضية تتبع للرئاسة او تتبع للوزارة ..فسياسة التمكين والتطهير كما بدأت من داخل الخدمة يجب أن يبدأ التكسير ايضاً من داخل الخدمة ..بحل النقابات الموالية وإعادة النظرفى تعينات الواسطة ومحاربة الفساد بطريقة حقيقية وليس مجازاً وإعلاماً.. مع ودى ..