(كلام عابر) تلقيت الرسالة التالية من الأخ الأستاذ حسين الصادق محمد بخيت ، الاقتصادي والمترجم المقيم في جدة ، المملكة العربية السعودية ،وقد آثرت أن أنشرها هنا بنفس العنوان وبلا تعليق. يبدو أن والي القضارف السيد كرم الله عباس الشيخ ، قد قرر أن يسلك دورباً وعرة ويخوض مياهاً عميقة ويغوص في رمال متحركة سبقته إليها قيادات كانت يوماً ما ملء السمع طواها النسيان اليوم وتجاوزتها الأحداث بدأت بشيخه الترابي ونائبه على الحاج وقد لا تنتهي بكرم الله نفسه فمن في الحكم لا يحبون إلا سماع صدى أصواتهم ورؤية إنعاكس صورهم في المرآة . ويذكر الجميع أن البروفيسور عبد الرحيم علي ، حاول من قبل لم شمل الإسلاميين بعد المفاصلة الشهيرة التي إنتهت بإقصاء الترابي عن الحكم في العام 1999، ورغم سبقه في الحركة الإسلامية ومكانتة الرفيعة في صفوف الإسلاميين إلا أن البروفيسور عبد الرحيم علي لم يوفق في جمع البشير والترابي وعليه فمن المستبعد أن ينجح كرم الله في مساعيه آخذين في الإعتبار ضحالة تجربتة السياسية وضعف حظوته عند أصحاب القرار ، أما محاولة كرم الله لإستثمار الهالة الإعلامية المؤقتة التي غمرته مؤخراً فقد حاول د. المعتصم عبد الرحيم ، إبان تلك المواجهة ركوب ذات الموجة متصدراً وسائل الإعلام وخاطفاً الأضواء فلم يحتمله الكبار وأنتهى به المطاف والياً على الشمالية لتغيب عنه أضواء الخرطوم إلى أجل مسمى ويصاب نجمه بالأفول بعد أن رضي من الغنيمة بحوافز الإمتحانات . ومحاولة كرم الله تجاوز خلافاته مع المركز بمد رجليه إتحادياً بما يتجاوز لحافه الولائي لن تعود عليه بالخير ولن تساعده في الهروب من وعوده لناخبيه التي فشل في تحقيقها ولا يظن أحد أن الخرطوم ستكبر وتهلل لنفس الطرح الذي سبق وأن نادت به قيادات المعارضة فتقبل بفترة إنتقالية يرأسها البشير تعقبها إنتخابات نزيهة كما وصفها كرم الله ، فذلك يعني حتماً حكومة وحدة وطنية طالما حلمت بها المعارضة ، ويقيناً ستكون ردة فعل الخرطوم وبالاً على كرم الله وطموحاته السياسية المشروعة ، وقد تعجل برحيله وإقصائه عن المشهد السياسي حتى لا يصبح سيف كرم الله أكبر من غمد الحكومة . وسبق للرئيس البشير أن عبر عن إمتعاضه صراحة ووجه إلى كرم الله تهديداً مبطناً يطالبه فيه بالإبتعاد عن الإعلام ، ولكن لا يبدو أن كرم الله قد فهم بوضوح الرسالة التي سبق أن فهمها سلفه والي القضارف الأسبق ووالي الخرطوم حالياً د.عبد الرحمن الخضر ، فقلّل من تصريحاته وطلاته الإعلامية التي تثير غضب المتنفذين فكان له ما اراد. وقد تأتي ردة فعل المركز بأسرع مما يتخيل الجميع ويطوي النسيان كرم الله ليلحق بمن سبقه من قيادات وتلك سنة حزب المؤتمر الوطني في الحكم مع المتجاوزين والمغامرين ولا يبدو أن الحزب الحاكم على إستعداد لتعديل هذه السياسة من أجل قبلة مشهودة طبعها كرم الله على رأس الرئيس إبان زيارته الأخيرة للقضارف . (عبدالله علقم) [email protected]