[email protected] بدعوة كريمة من أحبتي في ( المنبر الديمقراطي الحر بالدوحة ) حضرت اللقاء الذي كان ضيف الشرف فيه زميل عزيز وصاحب قلم جرئ و مصادم وبارود حق ومبادئ في زمان كم أنحت فيه رؤوس و بيعت فيه أقلام وذمم في (سودان الانقاذ) الكسيح فسادا اقتصاديا وأخلاقيا وسياسيا واجتماعيا .. زميل أعتز به كثيرا وبقلمه وبأفكاره وله عندي مكانة عظيمة .. انه (الحاج وراق) الذي (حج) الينا في الدوحة ضيفا على برنامج ( في العمق ) بقناة الجزيرة يوم الاثنين الماضي المصادف 12 مارس 2012 و( أورق ) حقا عرى فيه الاسلامويين الحاكمين بأمرهم في الخرطوم وتوقف كثيرا عند الفساد الذي استشرى في أوساط هؤلاء الرساليين الذين يبنون حياتهم على النفاق والرياء والكذب باسم الاسلام بعد أن أقر مشيرهم الهارب من العدالة الدولية بأنهم انما أزهقوا أرواح ثمانية عشرة ألفا فقط من شباب اسماهم (شهداء) فيما وصفهم ولي نعمته/ جالب حظه/ الثعلب الماكر (حسن الترابي) بأنهم ( مجرد فطائس !!) . كان لقاءا حميما وصريحا ومتسربلا بهموم الوطن الجريح .. لقاء جمع عددا مقدرا ونوعيا ومتميزا من السودانيين على اختلاف مشاربهم وكياناتهم المهنية والسياسية من دبلوماسيين وقانونيين واعلاميين ومهندسين وحزبيين يتقدمهم جميعا الاخوة الأفاضل في (رابطة أبناء جبال النوية بالدوحة) الذين يسعى الانقاذيون اليوم لابادتهم في مناطقهم ممارسين بحقهم القتل الجماعي وهدم البيوت وحرق الزرع والضرع بطائرات ( الانتينوف) الروسية في اطار سياسة الاحلال التي يظن النظام بأنه قادر على تنفيذها حتى تخلو له الساحة لتطبيق أجندته المريضة القائمة على العنصرية البغضاء و الاقصاء والتهميش لكل ماهو غير عربي وغير مسلم في بلد تتعايش على أرضه مختلف الأعراق والديانات والثقافات منذ آلاف السنين ولم تتقد فيه يوما جذوة العنصرية البغضاء وبشكلها الفاضح اليوم الا في زمانهم الردئ . تحدث (الحاج وراق) حديث العارفين لا بل الغارقين في هموم الوطن قد أذنيه ونورنا جميعا بمايدور في كواليس الكيان العظيم الذي يعد صنوا ورفيقا جسورا ل ( الجبهة الوطنية العريضة ) وهو ( الجبهة الثورية السودانية ) .. ( وراق ) القادم الينا من (كمبالا) حيث يتخذ منها ملجأ قسريا بعد أن ضاقت به وبرفاقه الكرام أرض الوطن على اتساعها حاله حال الملايين الذين تشردوا لا بل تشتتوا في كافة بقاع هذا الكون الفسيح .. وقد أتحفنا بعمق رؤيته لما يجري هناك على الصعيدين داخل وخارج تلك ( الجبهة) التي أضحت تمثل شعاعا مضيئا على طريق التخلص من نظام أخطبوطي أعمت رموزه شهوة السلطة وملذات الحياة الفانية عن توفير حياة آمنة وكريمة لشعب ظل يرزح تحت نير حماقاته وسياسات الرعناء ودبلوماسيته الغبية لأكثر من عشرين عاما ولا يزال. تفتحت أمام المتداخلين من الحضور آفاق الحديث عن كل ما يشغل بال أهلنا في وطن مختطف يتناقص كل يوم من أطرافه وتأكل الأيام من لحمته الاجتماعية جراء ممارسات النظام دون أن يرف له جفن أو يصيح به خجل .. تناثر الحديث بمرارة وألم عن العنصرية التي أضحت اليوم سمة النظام بعد أن اتخذ منها عنوانا في تجييشه لبعض ضعاف النفوس من أبناء شعبنا من أصحاب الولاءات العمياء و الضمائر الميتة والنفوس المريضة تحت مسميات شتى منها (الدفاع الشعبي ) ومنها كذلك ( شرطة أمن المجتمع ) ....وهلمجرا .. وذلك في اطار وهم كبير يسعى لتحقيقه هذا النظام وهو كسر شوكة أي احتجاجات تتمثل الربيع العربي الذي تجتاح المنطقة شرقاوغربا . وقد أوضحت في مداخلة لي بأن غياب المشروع الوطني المجمع عليه والرؤية الموحدة للمعارضة السودانية في الداخل والخارج ربما تشكل عائقا لتوحيد صفوفها لمقارعة نظام تقوم نظرية بقائه على تعبئة النفعيين ممن ارتبط مصير حياتهم بشرايين الانقاذ وعلى تجييش شباب مغرر به وفوق هذا وذاك بالمتاجرة بالدين والتذرع بشرع الله والولاء له زورا وبهتانا .. كما أشرت لضرورة ربط معارضة الداخل والخارج معا بمايقوم به هناك شباب وثاب وحر ومتطلع لغد أفضل ومستقبل آمن تحت مسميات مختلفة ( حركة 6 ابريل ) و( شباب التغيير ) و( حق ) و (قرفنا ) وغيرها من كيانات تعج بها الساحة السودانية مناهضة للنظام ولكنها تعمل بمعزل عن تلك المعارضة ذات الصوت العالي تقودها ديناصورات عفا عنها الزمن وتجاوزتها الأيام عطاءا وفكرا وحركة ونشاطا .. كما كررت تأكيداتي القائلة بأن (تسونامي سوداني ) قادم لا محالة وانما المسالة مسألة وقت ليس الا وهو ما يتفق معي الكثيرون بشأنه. ثم توالت المداخلات التي أثرت الجلسة وتناولت الحال الذي وصل اليه وطننا والحروب المتناسلة شرقا وغربا وذيولها المتململة في الشمال وحتى في قلب الخرطوم .. وقد ظهرت خلال تلك المداخلات أفكار جادة تم طرحها من قبل الحضور تنادي بأهمية قيام (فضائية سودانية ) خاصة بالمعارضة او اذاعة .. كما تؤكد على ضرورة الوحدة والتنسيق بين كافة الكيانات المعارضة سواء داخل الوطن أو خارج حدوده .. الا أن ابرز تلك المداخلات كانت حول العنصرية تحديدا و التي طال الحديث عنها وتشعب .. كما تطرقت الى كيفية توصيل مساعدات عاجلة لمناطق الحروب المنكوبة في جبال النوية بخاصة ومناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق عامة . وقد شكل الاخوة في (رابطة ابناء جبال النوية في قطر ) حضورا قويا في الجلسة التي امتدت الى مابعد منتصف الليل حينما ختمها زميلنا المناضل (الحاج وراق) بتعليق على كل مادار . فالتحية والتجلة لهذا الرجل الذي يلبس هموم السودان جلبابا ويتنفسه أوكسجينا ويشربه ماءا زلالا ويحمله في جنباته وسويداء فؤاده أملا لا يموت .. وتحية تنداح عبره لمن وفر لنا فرصة اللقاء به من إخوتي في ( المنبر الديمقراطي الحر بالدوحة ).