قناة الجزيرة الفضائية رغم خطها التحريري الذي يكيل بمكاييل مختلفة الا انها بلا شك قناة اخبارية محترفة وذات امكانيات ضخمة وكوادر مؤهلة في شتى المجالات ولها شبكة مراسلين قل ان تجد مثيلها ، لذلك ظل المشاهد السوداني يندهش من ضعف مكتبها بالسودان الذي يسيطر عليه المسلمي الكباشي وهو اعلامي ضعيف غير مصادم لذلك لم نسمع باغلاق مكتبها او طردها من السودان كما طرد النظام هيئة الازاعة البرطانية واغلق وصادر الصحف التي تصدح بالحقيقة التي يريد حجبها عن الجميع ،وتتناول القناة الشأن السوداني بشكل خجول وتصمت عن جرائم النظام في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق ، وهي جرائم لو وجهت اليها القناة عدساتها لاكتشف مشاهديها ان ما بثته عن جرائم القزافي وبشار الاسد مجرد عينات بسيطة للفظائع التي ارتكبها النظام في هذه المناطق . اذا كان الجيش السوري يحارب شعبه ويضربه بالدبابات فنظام الانقاذ يفعل الشيئ عينه ويزيد عليه بالقصف الجوي ومنع وصول الطعام واستخدامه كسلاح ، اذا كان للقزافي كتائب فلنظام الانقاذ مليشياته ويزيد عليها محاولاته تحويل الجيش السوداني واجهزة الدولة الامنية الى مؤسسات تابعة له . ان كانت القناة تستنكر ان يوجهه الجيش السوري نيرانه الى شعبه بدلا من اسرائيل فعليها ان تستنكر ذلك ايضا على الجيش السوداني الذي قصفته اسرائيل في عقر داره وقال (ناكره الرسمي) بانه يحتفظ بحقه بالرد في المكان والزمان المناسبين بينما سارع في توجيه نيرانه الى مواطنيه في جبال النوبة والنيل الازرق . وعندما حاول احد مراسليها تغطية احداث النيل الازرق خارج خط الانقاذ كان نصيبه الضرب من قبل جنود النظام ولكن لم تغلق مكاتب القناة مما يوحي بوجود حالة اعتزار من مدير مكتب القناة كتلك التي صرح بها البشير بشان صحيفة التيار . ان العبارات التي رددها السفاكين المخلوعين واحتفت بها القناة وعالجتها اعلامياً وظلت تبثها تكراراً مثل : سنزحف عليهم ملايين لتحرير ليبيا شبر شبر وبيت بيت ودار دار وزنقة زنقة لا تختلف عن ( زي ما صلينا يا جماعة في الكرمك حنصلي ان شاء الله في كاودا) او (حنملص الجلاليب ونلبس الكاكي ونطلع جبال النوبة جبل جبل وكركور كركور) اما عبارة بن علي الشهيرة ( انا فهمتكم اي نعم انا فهمتكم ) ، او عبارة حسني مبارك لم (لم اكن انتوي الترشح ) فلدينا امثالها بالعشرات واليكم هذه الامثلة : ( كديس من السودان ما باسلمهم ) ( كلهم تحت جزمتي دي) ( علي الطلاق عسكري اممي واحد ما يدخل السودان ) (الزول ده يا جماعه جته كبيرة ساي ) اذا اكتملت اركان التغيير في السودان وعدلت قناة الجزيرة الفضائية خطها التحريري وطاقم مكتبها بالسودان فسفاحنا لن يرهقهم . طارق محيسي