(على المحك) [email protected] جرت العادة أن يقدم مسرح البقعة مهرجانه السنوي بصورة راتبة تبدأ في اليوم السابع والعشرين من مارس وهو اليوم العالمي للمسرح حيث تشهد أيامه ندوات فكرية وعروض مسرحية وحلقات نقاش للأعمال المقدمة، فضلاً عن إعداد المطبوعات والنشرات وأوراق العمل المتعلقة بالمهرجان الذي يحتفي كل عام بشخصية من الفاعلين في الحركة المسرحية علماً بأن شخصية هذا العام هو المسرحي الشامل مصطفى أحمد الخليفة0 وفي كل مرة يسبق المهرجان إقامة ورشة عمل مسرحية للإخراج والديكور والفنيات الأخرى والتي تتم هذا العام بالتعاون بين مسرح البقعة ومنظمة سفراء المسرح وفرقة (بتس لاب) الهولندية التي قدمت عرضاً بعنوان الصابون في العام الماضي، حيث تقدم الورشة ضمن فعاليات المهرجان أضخم عرض مسرحي باستخدام وسائل تقنية وتاريخية مثل الباخرة البوردين واستخدام مساحات مائية داخل نهر النيل وفقاً لما جاء في إفادة اللجنة المنظمة للمهرجان0 وتجيء هذه الدورة الثانية عشرة للمهرجان بعد فترة وجيزة من انتهاء مهرجان أيام الخرطوم المسرحية التي حركت الساكن في بركة المسرح، لتكون إضافة في خانة الكسب الكبير للحركة المسرحية ولجمهور المسرح التواق لمثل هذا الحراك الثقافي بأمل استعادة الروح لمواسم العروض الثابتة والمتواصلة والمتجددة0 وكان من المفترض أن تتسع مساحة التمثيل الخارجي في هذه الدورة حسبما علمنا عند افتتاح الدورة السابقة ليصبح المهرجان دولياً تتم فيه استضافة بعض دول الجوار وبالذات الناطقة باللسان العربي - وهو أمر في تقديري يحتاج لجهد وإعداد ربما لم يتوفر مع ضيق الإمكانات والوقت - غير أن ما أعلن عنه حتى الآن لا يتجاوز التمثيل المحدود لبعض فرق الدول التي سبق لها المشاركة لتنويع العروض وإظهار المهارة وتبادل الخبرات إضافة إلى المشاركات المحلية والولائية التي يحرص مسرح البقعة على اختيار أعمالها عبر لجان المشاهدة والتحكيم0 ومن حسن الطالع تم هذا العام اختيار بعض المسرحيات الجيدة التي لم يقع عليها الاختيار في مهرجان أيام الخرطوم المسرحية لعدم استيفائها شرط الزمن لتكون ضمن عروض مهرجان البقعة، ليس من باب التعويض وإنما لقناعة بجودتها بعد إخضاعها للمشاهدة والتحكيم خاصة وأن مهرجان البقعة درج على تقديم العروض القصيرة ولا يشترط زمنا محدداً للأعمال المقدمة0 وعليه سنكون على موعد لمشاهدة مسرحية (العويش وبعض حكايات النساء) ومسرحية (الأحلام الضاعت) ومسرحية (الرقص على الجمر) ضمن الأخريات0 وفي إطار الاحتفاء بيوم المسرح العالمي يعد اتحاد المهن الدرامية احتفالية باليوم - وآمل ألا يتعارض مع توقيت البقعة حتى لا تفوت المسرحيين فائتة - ويتبعها من منتصف أبريل بمهرجان مسرح الطفل الأول بولاية الخرطوم لأهمية هذا النشاط ودوره في إعلاء القيم التربوية والجمالية لأجيال المستقبل0 وقد اختار الاتحاد ست مسرحيات من بين الأعمال المتنافسة لتشكل موسماً خاصاً لمسرح الطفل إذ تتنوع بين مسرحيات العرائس ومسرحيات الأطفال والمسرحيات المشتركة تمثيلاً بين الأطفال والكبار0 بهذه البرامج المتلاحقة يبدو أن جمهور المسرح سيجد الطريق سالكاً نحو المسرح القومي لإشباع رغبته، فما أن ينتهي مهرجان البقعة حتى يبدأ الموسم المسرحي للمسرح القومي بعرض حصيلته من مهرجان أيام الخرطوم وتواكب ذلك حركة عروض متنقلة بذات المسرحيات في مختلف مسارح العاصمة والولايات تحقيقاً للوعد الذي قطعته اللجنة العليا لمهرجان أيام الخرطوم المسرحية بدعم المسرحيات وتمكينها من الوصول للمشاهدين في مناطقهم النائية0 ولذا فليسعد المسرحيون وجمهورهم بهذا العطاء المسرحي الوافر0