باستمرار يثبت الساسة الشماليون أنهم اغبياء . لا يمكن الاشارة الى قرار واحد صحيح فعلوه ، منذ وفاة الامام المهدى – رضى الله عنه – وحتى هذه اللحظة التى نحن فيها الان. كل القرارات ... والاتفاقيات ... والبرامج والخطط ... خطأ ... وما كان منها صحيحا فهو لا يعدو الا أن يكون ضربة من ضربات الحظ .. ليس اكثر . هل رأيتم باقان أموم وهو يختال مرحا فى شوراع الخرطوم ؟؟ وهل رايتم بسماته وضحكاته ... وأسنانه البيضاء الجميلة .. ؟ هل رأيتم كيف كانت حرارة الاستقبال ، وروعة اللقيا ، وفاخر الولائم ، على انغام الكابلى العظيم ؟؟ ... محظوظ باقان .. بعد كل هذا الكلام الذى دمغ به السودان وأهل السودان ورئيس السودان يحظى بذلك الترحيب والامتنان .. وتستقبله الخرطوم استقبال المنتصرين الفاتحين الشجعان ولعله هو اول المندهشين لما رأى ... فلم يكن يتوقع ما كان ... فتبسم بسمة .. ارتجت لها الأركان..... واعقبها بضحكة ... أذهلت الحاضرين والغائبين .. والزمان والمكان .. ولعلّه وهو يشاهد ما يرى قال فى نفسه ( ليت شعرى كيف كان سيكون الأمر لو كنت ممن يستلطفون أهل هذه الديار ، وقلت فيهم كلام الخيّرين الأبرار ... ولكن يا لهبالة هولاء المندكورو ... الفجّار ... حطب النار .... ما بال هولاء .. اسىء اليهم ... ويحسنون الىّ ... أقطعهم ويصلونى ... أكذب عليهم ويصدقونى ... اتأمر عليهم وأملأ الدنيا ضجيجا وعجيجا .. فيقيمون لى الولائم ... فى بيوت الأكابر .. ويدعون اهل الجاه .. واصحاب الحظوة .... ويتغنى الكابلى على شرفى ... يا لروعة هولاء ... كأنّهم قرأوا فى قرانهم ... ( فاذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم ) ... فعملوه ... دون غيره ... يا لهبالة هولاء ... لم يفهموا الا هذا من كتباهم العظيم ... ويا لحسن حظنا نحن الجنوبيين ... بسوء فهمهم الواضح المبين ... والا فاسألوا العارفين .. ولعلكم ايها القراء الكرام ... شاهدتم السيد ادريس عبدالقادر الهمام .. وهو يقف بجانب باقان ... وقوف الذليل .. المنكسر الحائر ... الجريح ... المنشطر وادريس هذا قالوا عليه كلاما كثيرا ... قالوا عليه ليّن ... قالوا عليه .. ضعيف العقل .. قالوا عليه قليل الخبرة والتجربة ... قالوا عليه جبان ... وكذلك قالوا عليه خائن ... مسكين ادريس وصحبه الكرام ... أحس بألم عظيم ... وسيطرت على عقله سحابة اكتئابية فظيعة ... فطاش عقله كيفما طاش ... انجرح حتى سال الدم دموعا من عينيه حين بكى .. واندهش الناس فيه مرة اخرى ... فكيف وقد وصلت به الهزيمة النفسية الى هذه الدرجة .. وبلغ به الانكسار الى هذا الحد ... كيف لا يستقيل ويتنحى ؟؟؟ كيف يستطيع اللعب فى هذه المبراة الدولية وهو معطوب ، مقهور ومذلول ..؟ لكن ادريس يعرف اللعبة ... انه يعرف ان هذه المباراة مبارة ( تحصيل حاصل) ... وقد حسمت ... وتمت ... واكتملت ... ولم يتبق الا توقيع الرئيسين عليها ... كما رأيتم ايها السادة ... فلقد دار جدل طويل حول الحريات الأربع ... هناك من ايّد .. وهناك من عارض ... كل المعارضين جبناء .... هجموا على ادريس المسكين ... وهم يعلمون تماما أن ادريس لا يد له فيها .. حتى ادريس والذين معه خافوا ... لم يستطعوا أن يتبرأوا من حباكة هذه الاتفاقية ... من منّا يستطيع أن يسمّى صانع هذا الاتفاق ؟؟؟ اذا تحلّى الناس بالشجاعة وسمّوه ... سقط النظام ... فبتخطى حاجز الخوف تسقط الأنظمة ... ولا يجب أن نسقط النظام ... ففى اسقاطه الان مفسدة عظيمة ... ولكن يجب ان نعدّل النظام ... اتفاق الحريات الربع سيتم.... وسينفذ غصبا عمن أبى ... التفكير الاستراتيجى يقول ان فى الحريات الآربع مصلحة للشمال ... ولثقافة أهل الشمال .. ولن تتحقق هذه المصلحة الا باضافة فقرة فى الاتفاق . يجب ان تضاف هذه الفقرة : يكون تدريس اللغة العربية اجباريا فى كل مراحل التعليم فى المدارس فى دولة جنوب السودان . فلا يعقل ان تكون بيننا وبين دولة اتفاقية حريات ... وهم يجهلون لغتنا ... اولا تلاحظون الان ان كل الدول الغربية ... بما فيها اميريكا الشمالية ... تشترط اتقان اللغة الانجليزية كشرط اساسى للأقامة فى بلادهم ... سيدى الرئيس : التنازل عن هذه الشرط هو الهزيمة بعينها ... الايفاء بهذا الشرط هو انتصار لمشورعكم الحضارى .. الذى قلتم أنكم ما جئتم الا للعمل له . ولقد سمعناك كثيرا تقول : ما لدنيا قد عملنا .... ادخل هذا الشرط حتى تكون فعلا ما لدنيا قد عملت ... وتكون قد انتصرت لثقافتك ودينك ... وهزمت المشروع الصهيونى ... 25.3.12